أبرز رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر خطت خطوات كبيرة نحو تحقيق أمنها الغذائي والمائي، بفضل ارتفاع الإنتاج الفلاحي لاسيما في المحاصيل الاستراتيجية، موازاة مع تطبيق برنامج طموح لإنجاز محطات تحلية مياه البحر وربط السدود واستغلال المياه الجوفية. وأكد رئيس الجمهورية أن الجزائر ستصل للاكتفاء الذاتي في عدد من المنتجات على "غرار القمح الصلب الذي سنحقق فيه اكتفاء ذاتيا تاما خلال السنة الجارية". وإذ نوه ب "الخطوات الكبيرة" التي خطتها الجزائر في المجال الفلاحي والتقليل بالتالي من التبعية للخارج، لفت الى ان الفلاح والمستثمر الجزائري صار "يحقق المعجزات" اليوم في مختلف الشعب وفي العديد من مناطق الوطن وهوما تعكسه جودة الانتاج الوطني. واكد رئيس الجمهورية في ذات المنحى "ان الانتاج الفلاحي الوطني صار مرغوبا" من حيث الكم والنوع، مضيفا ان السلطات العمومية عازمة على تحقيق الاكتفاء الذاتي ايضا في مجال الحليب وهذا "في غضون سنتين" بفضل المشروع الاستثماري الكبير في أدرار مع القطريين لتربية الابقار وانتاج الالبان. وفي تطرقه الى شعبة تربية المواشي، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة العمل وفق "استراتيجية شاملة" مشيرا الى انه تم الاتفاق مع الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين "لإيجاد حل نهائي للمشاكل المسجلة" في هذا النشاط. واضاف انه من بين الحلول المطبقة الترخيص باستيراد المواشي من دول افريقية كمالي والنيجر في اطار المقايضة، مشددا بالمقابل على ان السلطات العمومية ستسن "قوانين صارمة" لردع كل الممارسات الهادفة للمساس بالثروة الحيوانية والامن الغذائي لا سيما ظاهرة ذبح النعاج (الرخلات). وشدد على أنه يجب على مربي المواشي التحلي ب" القناعة" وتقديم مصلحة الوطن، إذ "من غير المعقول ان يصل سعر الكبش الى 17 مليون سنتيم ومجرد التفكير ببيع الكبش بهذا السعر حرام"، مبرزا الثروة الحيوانية الكبيرة التي تزخر بها الجزائر لاسيما الاغنام. كما حيا رئيس الجمهورية التقدم المحرز في مجال التصدير بفضل جودة المنتوج المحلي، لاسيما تصدير المنتجات الفلاحية وذلك بعد أن "حررنا الفلاحة من البيروقراطية ووصلنا الى تقنيات فلاحية متطورة بفضل جهود الفلاحين". …نحو استحداث مؤسسة لإنجاز وتسيير محطات تحلية مياه البحر أما في مجال المياه، أكد رئيس الجمهورية أنه بالاضافة الى مشاريع تعزيز الامن المائي خاصة عبر محطات تحلية مياه البحر فقد تم في الفترة الاخيرة اطلاق مشاريع تحويلات المياه بين السدود التي تسجل فائضا في مخزوناتها وتلك التي تعرف نقصا موازاة مع استغلال المياه الجوفية. وأعلن رئيس الجمهورية عن مشروع استحداث مؤسسة وطنية متخصصة في انجاز و تسيير محطات تحلية مياه البحر. واوضح رئيس الجمهورية, قائلا: "لقد اتخذنا قرارا شرعنا في تجسيده لخلق مؤسسة وطنية لإنجاز وتسيير محطات تحلية مياه البحر بالاعتماد على قدراتنا البشرية لا سيما الشباب الذين شاركوا في انجاز مختلف محطات تحلية مياه البحر" ومنها الشركات التابعة لسوناطراك. وبعدما عبر عن "فخره" بمساهمة المؤسسات الوطنية في تجسيد برنامج مصانع التحلية الخمسة التي دشن منها اربعة مصانع دخلت حيز النشاط بطاقة اجمالية ب 1,5 مليون م3 يوميا, أكد رئيس الجمهورية ان الدور الذي لعبته هذه المؤسسات مكن الجزائر "من ربح العملة الصعبة فضلا عن تقليص مدة الانجاز بنحو 7 الى 8 اشهر مقارنة مع ما تنجزه الشركات الدولية". واضاف أنه وبهذه المنجزات, التي سترفع نسبة اسهام نشاط التحلية في تموين المواطنين بمياه الشرب الى 72 بالمائة, ستنتقل الجزائر الى مرحلة اخرى ستعرف انجاز برنامج جديد يتمثل في 6 محطات للتحلية بطاقة متفاوتة و ليس بالضرورة مثل المحطات الكبرى الخمس السابقة (300 الف م3 يوميا). واشار الى انه تم في اطار المخطط الجديد مباشرة اشغال انجاز محطة بولاية تيزي وزو بطاقة 60 الف م3 يوميا. .. توقع انتعاش كبير الاقتصاد الوطني توقع رئيس الجمهورية أن يعرف الاقتصاد الوطني انتعاشا كبيرا مع دخول أكثر من 11 الف مشروع استثماري حيز الإنتاج، مؤكدا من جهة اخرى انه تم تحرير استيراد قطع غيار السيارات في الفترة الاخيرة "في حدود معقولة" ومنوها بتوجه العديد من المتعاملين الى مجال التصنيع المحلي مع ما يترتب عن ذلك من خلق مناصب الشغل والقيمة المضافة. من جهة اخرى، وعن سؤال بخصوص استغلال اليورانيوم، أكد رئيس الجمهورية أنه يتم في الوقت الحالي بالجزائر "تخصيب اليورانيوم بنسبة 3 إلى 5 بالمائة لأغراض مدنية خاصة في القطاع الطبي مع وجود امكانية تصديره" لاحقا، مضيفا ان احتياطات الجزائر "ليست مثل تلك الموجودة في النيجر ولكن إذا كان هناك شركاء أجانب جادون فنحن منفتحون". كما جدد في ذات الاطار عزم الجزائر على تطوير القيمة المضافة في مجال المحروقات من خلال تطوير نشاط التكرير محليا موازاة مع وقف استيراد الوقود منذ سنة 2022 ونفس الاجراء سيطبق على المازوت سنة 2026. وردا على سؤال حول مشروع انوب الغاز العابر للصحراء ومكانة الجزائر في الساحة الطاقوية الدولية، اكد رئيس الجمهورية تطلع الجزائر "لمضاعفة انتاجها من الغاز الطبيعي في غضون السنوات الخمس المقبلة"، مبرزا ان الجزائر اضحت "ممونا موثوقا جدا" لا سيما نحو السوق الاوروبية. واضاف أن العمل جار على تجسيد مشروع "انبوب ثالث بين الجزائر وايطاليا نحو ألمانيا لتصدير الهيدروجين والكهرباء التقليدية وذات المصادر المتجددة،" مشددا على اهمية تنويع الانتاج الوطني من المحروقات، ومبرزا العمق التاريخي ونوعية ومستوى العلاقات التي تربط الجزائر بإيطاليا والمتميزة ب "الفعالية". ونوه في ذات الاطار بالاستثمارات الايطالية بالجزائر خصوصا في مجال تركيب السيارات للانتقال الى صناعة فعلية أساسها رفع نسبة الادماج الوطني وكذا في المجال الفلاحي، معلنا ان مؤسسة "أنريكوماتيي" -صديق الثورة الجزائرية- ستفتح مقرا لها بالجزائر لاحقا. كما عبر رئيس الجمهورية عن ارتياحه لعودة العلاقات بين الجزائر واسبانيا الى طبيعتها خصوصا على المستوى التجاري "بعد مرحلة من الفتور"، مضيفا في السياق ان الجزائر ستستورد حصة من حاجياتها من الاغنام من هذا البلد تحسبا لعيد الاضحى المقبل.