❊ الاستثمار الأجنبي المباشر له دور كبير في الرفع من ديناميكية القطاع أكد الخبير الاقتصادي أمحمد حميدوش أن تطوير صناعة النسيج تستدعي التقليل من الاعتماد الكلي على المواد الخام المستوردة والشروع في تطوير زراعة المواد الأولية محليا مثل القطن، ومعالجة ضعف التنافسية بالاعتماد على تحسين جودة المنتجات وتخفيض تكاليف الإنتاج لتعزيز القدرة التنافسية . وأوضح حميدوش في تصريح ل"المساء"، أمس، أن إعادة بعث صناعة النسيج، يستدعي توفير المادة الأولية محليا حتى تكون هذه الصناعة مربحة وغير مكلفة، والتقليل من الاعتماد الكلي على استيراد هذه المواد، مشيرا إلى إمكانية المبادرة بتطوير زراعة هذه المواد وعلى رأسها القطن. كما يرى حميدوش أن تطوير صناعة النسيج، مرهون بمعالجة ضعف التنافسية بالاعتماد على تحسين جودة المنتجات وتخفيض تكاليف الإنتاج لتعزيز القدرة التنافسية، والعمل على توفير تسهيلات مالية وقروض ميسرة للمستثمرين في القطاع، وتبسيط الإجراءات الإدارية لتسهيل إنشاء وتطوير المشاريع الصناعية. وأضاف محدثنا أن الجزائر قادرة على النهوض بقطاع النسيج الذي يعد صناعة واعدة ستحقق أرباحا معتبرة نظرا للطلب الكبير الذي تسجّله السوق على مدار السنة وبحكم العادات والتقاليد الجزائرية التي تساهم في زيادة الطلب في المناسبات التي تحتاج الى ألبسة وأفرشة وغيرها. وأفاد الخبير أن صناعة النسيج في الجزائر تعد من القطاعات الحيوية التي شهدت تطوّرا ملحوظا، حيث يسعى البلد إلى تعزيز هذا القطاع لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجّه نحو التصدير. مؤكدا أن الاستثمار الأجنبي المباشر كان له دور في هذه الديناميكية على غرار الاستثمار التركي بإنجاز مصانع متطورة عصرية تتجه نحو صناعة الأقمشة التي كانت بمثابة نقطة ضعف في قطاع النسيج سابقا. حيث قال إن الإنتاج الجزائري من الأقمشة وبعد أزمة "كورونا" بدأ يوجه للصناعة المحلية ولتصديرها. ويعتقد الخبير الاقتصادي أن تطوير صناعة النسيج تتطلب تحديث البنية التحتية والتكنولوجيا من خلال الاستثمار في تحديث المصانع والتجهيزات باستخدام أحدث التقنيات لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات، وتطوير الكفاءات البشرية وذلك بتوفير برامج تدريبية متخصّصة للعاملين في القطاع لتعزيز مهاراتهم ومعارفهم التقنية، مشيرا إلى مشروع لإنشاء مركز امتياز لمهن النسيج تابع لقطاع التكوين المهني بولاية البويرة سيدخل حيز الخدمة قريبا للتكوين في المهن والمهارات ذات العلاقة مجهز بعتاد عصري. وتوقف الخبير عند أهمية تحسين جودة المنتجات وذلك بالالتزام بالمعايير الدولية لزيادة قبول المنتجات الجزائرية في الأسواق الخارجية مع توسيع قاعدة الإنتاج بهدف زيادة عدد المصانع وتوسيع خطوط الإنتاج لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير، مع الترويج للمنتجات الوطنية من خلال المشاركة في المعارض الدولية والترويج للعلامات التجارية الجزائرية. وإبرام اتفاقيات تجارية مع دول أخرى لتسهيل دخول المنتجات الجزائرية إلى أسواق جديدة. وقال حميدوش إن تطوير صناعة النسيج تستدعي أيضا التحفيز على الاستثمار من خلال تقديم تحفيزات ضريبية وجمركية للمستثمرين في القطاع أي ما يسمي ب"القروض الضريبية"، والعمل على تطوير سلاسل التوريد.