صعدت قوات الاحتلال من هجماتها الدامية على قطاع غزة، وارتكبت عدة مجازر جديدة راح ضحيتها عشرات الضحايا، بينهم عضو قيادي كبير في حركة حماس، وعاملون في مجال الخدمات، في الوقت الذي واصلت فيه توسيع رقعة الهجمات البرية، وإجبار آلاف المواطنين الجدد على النزوح القسري. أعلنت وزارة الصحة أنه وصل مشافيها 41 شهيدا، و61 إصابة، وهو عدد لا يشمل ضحايا الحرب الذين سقطوا صباح الأحد، وقالت إن حصيلة العدوان على قطاع غزة ارتفعت منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023، إلى 50،021 شهيدا و113،274 إصابة. وقال المدير العام في الوزارة منير البرش، في بيان: "نحو 7% من إجمالي أعداد السكان في قطاع غزة باتوا في عداد ضحايا حرب الإبادة الجماعية ما بين شهيد وجريح". وأوضح أن أكثر من 25 ألف مصاب من بين إجمالي المصابين بحاجة إلى "تأهيل وعلاج طويل المدى". وبيّن أن حالات البتر بين المصابين بلغت نحو 4 آلاف و700 حالة منها 850 طفلا. وشدد على أن المستشفيات باتت غير قادرة على التعامل مع "الكم الهائل من الإصابات الذي يصل إليها جراء افتقادها أبسط التجهيزات والإمكانيات الطبية مع تصاعد العدوان الإسرائيلي". وحذر من تدهور إضافي للأوضاع في قطاع غزة جراء "الحصار الشامل الذي تفرضه قوات الاحتلال على الصعيدين الصحي والإنساني". وجاء ذلك في الوقت الذي صعدت فيه قوات الاحتلال من مجازرها في قطاع غزة. وفي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، وسعت قوات الاحتلال الهجمات البرية، على وقع سلسلة مجازر جديدة ارتكبتها في المدينة المدمرة أدت إلى سقوط شهداء. وجاء ذلك في وقت تضاعفت فيه أزمة سكان المدينة، بعد تهديد جيش الاحتلال لسكان حي تل السلطان والمناطق الغربية للمدينة بالنزوح القسري. وحذر جهاز الدفاع المدني من خطر محدق يتهدد أرواح ما يزيد عن 50،000 مواطن في منطقة "البركسات" غرب رفح بعد أن تم محاصرتهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحذر من المساس بطواقمه التي تعرضت للحصار في ذات المنطقة، بعد تدخلها لإنقاذ طواقم من الهلال الأحمر، حيث فقد الاتصال بهم، ودعا الصليب الأحمر والمنظمات الدولية للقيام بمسؤولياتها في حماية المواطنين والطواقم المحاصرة. ..توسيع التوغل شمالا وفي الموازاة، استمرت هجمات جيش الاحتلال على مناطق عدة وسط قطاع غزة، واستهدفت قوات الاحتلال بقصف مدفعي عنيف مخيم البريج، كما قصفت شقة سكنية في المخيم، وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود الشرقية أطلقت النار من رشاشات ثقيلة على أطراف المخيم ومخيم المغازي المجاور. أما في مدينة غزة فقد شنت قوات الاحتلال عدة هجمات جوية ومدفعية، كذلك قامت الآليات العسكرية بقصف مدفعي وإطلاق نار على الأحياء القريبة من المناطق الحدودية الشرقية للمدينة. وجاء ذلك على وقع استمرار الهجمات العنيفة على بلدات الشمال التي أجبر الاحتلال الكثير منها مع بدء العملية العسكرية على النزوح، وسط تشديد إجراءات الحصار عليها، ما أدى إلى تأثر المنظومة الطبية هناك. ..تنديد بالمجازر وقالت حركة حماس إن تصريحات الوزير المتطرف ايتمار بن غفير، والتي قال فيها إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تبنّى طلبه بالعودة إلى الحرب، "تؤكد أن هذه الحكومة المتطرفة هي من انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتنصّلت من التزاماتها، لأسباب سياسية داخلية، وهي تتحمل مسؤولية كاملة عن تبعات هذا التراجع". وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن جيش الاحتلال يواصل تنفيذ سياسة "الإبادة الجماعية والقتل اليومي"، بحق المدنيين العزل، مستهدفًا البشر والحجر والشجر دون أي رادع من المجتمع الدولي، محملا الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة بحق المدنيين، وطالب كل دول العالم بالضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم وفتح المعابر وإدخال المساعدات فوراً وقبل فوات الأوان. وندد مركز الميزان لحقوق الإنسان، بمواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي "حرب الإبادة الجماعية" على قطاع غزة، والاستمرار في سياسة إيقاع أكبر الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين من خلال عمليات القتل المباشر داخل منازلهم وفي أماكن نزوحهم، ومن خلال تجويعهم بعد إغلاق جميع المعابر ومنع دخول المساعدات، وسط أوامر تهجير للسكان من مناطق مختلفة في قطاع غزة.