شكلت سيرة الشيخ محمد بلقايد الشريف الحسني (1911- 1998)، مؤسس الطريقة البلقايدية الهبرية، سهرة السبت بالجزائر العاصمة، محور لقاء تم خلاله استذكار مآثر المرحوم ودوره في نشر الاسلام الوسطي وتربية النشء. تم خلال هذا اللقاء، الذي نظمته كنفيدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، وجمع مثقفين وطلبة من الزاوية، التطرق الى مآثر الفقيد الذي كرس حياته للتعليم والتعلم وعمل على تلقين مريديه سماحة الاسلام ونشر مبادئ المودة والرحمة. وتحدث، في هذا الإطار، الباحث في تاريخ التصوف الإسلامي، عيسى صديقي، عن الشيخ محمد بلقايد الشريف الحسني بصفته "واحدا من رجالات الجزائر وعلمائها"، حيث عرف عنه أنه كان "عالما تربى في أحضان العلم ودرس الفقه على يد عدة شيوخ فتلقى إجازات كثيرة". كما عرج البروفيسور محمد النذير شلالي، وهو باحث في التراث الثقافي، على شخصية الشيخ وخصاله وسيرته المعرفية، قائلا أنه كان "مربيا ومجاهدا ساند ثورة التحرير المظفرة ودعمها واتبع الخط الوطني دون تردد"، مضيفا أنه "تلقى اعتراف عديد العلماء والمشايخ داخل وخارج الوطن". بدوره، ذكر رئيس الكنفيدرالية، عبد الوهاب زياني، بحرص منظمته على تنظيم للعام الرابع على التوالي هذه الجلسات التي "تستعيد سير علماء الجزائر بهدف إبراز القيم المعرفية والانسانية والحضارية التي استطاع هؤلاء الأعلام نشرها عبر التاريخ". وذكر بالمناسبة بالطبعات السابقة والتي خصصت في السنوات الماضية لاستحضار سير كل من الأمير عبد القادر وعبد الرحمان الثعالبي وسيدي أمحمد بوقبرين. يذكر أن الشيخ محمد بلقايد الشريف الحسني (1911- 1998) هو عالم جزائري ومصلح صوفي، ولد في تلمسان في أسرة متدينة ونشأ وسط العلماء والمشايخ وتلقى تعليمه في الفقه والتصوف على يد كبار العلماء قبل أن يؤسس الطريقة البلقايدية الهبرية التي لها اليوم مريدين بالجزائر وشمال إفريقيا ومناطق أخرى من العالم. وكان للراحل دور مهم في نشر التصوف السمح المعتدل وتعليم القرآن والعلوم الشرعية، كما كان مناضلا ضد الاستعمار الفرنسي وساهم في دعم ثورة التحرير المجيدة، وقد واصل بعد الاستقلال دوره في الإصلاح الديني والتربية الروحية.