تعهد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالقضاء نهائيا على الممارسات البيروقراطية التي حرمت خيرة أبناء الوطن من تجسيد مشاريعهم وتحقيق احلامهم ودفعت الكثير منهم للهجرة، حيث أكد أن عهد العراقيل البيروقرطية قد ولى، وذلك من خلال نظام تصريحي جديد سيسمح لأصحاب المشاريع المبتكرة من تجسيد مشاريعهم بعيدا عن العراقيل ذات الطابع الاداري، كما كشف الرئيس عن ما سيتم إدراجه من تحفيزات واعفاءات ضريبية لصالح المؤسسات الناشئة فضلا عن التسهيلات المتاحة للحصول على العقار لإنشاء حاضنات الاعمال والمسرعات. أبرز الرئيس تبون خلال الكلمة التي ألقاها بقصر المؤتمرات الدولي، خلال اشرافه على انطلاق أشغال الطبعة الاولى للمؤتمر السنوي للمؤسسات الناشئة، ما سيتم إدراجه من تحفيزات واعفاءات ضريبية لصالح المؤسسات الناشئة فضلا عن التسهيلات المتاحة للحصول على العقار لإنشاء حاضنات الاعمال والمسرعات، مؤكدا أنها تكتسي أهمية في مرافقة المؤسسات الناشئة كونها الجهة التي تكفل كل الدعم المادي واللوجيستي. وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة تشجيع الشباب الطامح في انجاز مشاريع تعود بالنفع عليهم وعلى الوطن، مؤكدا أن لديه قناعة راسخة بأنه للجزائر قدرة كبيرة على التموقع والريادة بهذا المجال بفضل الشباب. وطالب رئيس الجمهورية برفع تحدي التغيير والوعي التام بضرورة تأطير المناهج والانفتاح التام على التكنولوجيا والاسواق العالمية والاقتصاد الرقمي، مضيفا "لقد عرفت بلادنا في أعز الحظات الحاسمة التي مرت بها كيف تجد في أبنائها صناعا للمجد وقوة لرفع التحديات". نظام تصريحي جديد لفائدة أصحاب المشاريع المبتكرة وأعلن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عن الإطلاق الرسمي للصندوق الوطني لتمويل المؤسسات الناشئة، الذي سيتميز عمله بالمرونة وتحمل المخاطر، كاشفا في نفس الوقت عن عن نظام تصريحي جديد لفائدة أصحاب المشاريع المبتكرة يسمح لهم بالشروع في النشاط قبل حيازة السجل التجاري. وأوضح الرئيس تبون، في كلمة ألقاها أمس خلال افتتاح الندوة الوطنية للمؤسسات الناشئة "ألجيريا ديسرابت 2020" أن هذه الآلية التمويلية الجديدة ستمكن الشباب أصحاب المشاريع من تفادي البنوك وما ينجر عنها من ثقل بيروقراطي من خلال هذه الوسيلة التي تتمتع بالمرونة التي تتطلبها المؤسسات الناشئة. وأكد رئيس الجمهورية على أهمية دعم وتشجيع المؤسسات الناشئة لتشكل قاطرة للنموذج الاقتصادي الجديد المبني على المعرفة والابتكار معتبرا أن تنظيم الندوة الوطنية للمؤسسات الناشئة "يؤكد ايماننا المطلق بنموذج اقتصادي جديد لوطننا, مبني على المعرفة, تكون فيه الشركات الناشئة قاطرة حقيقية له". وشدد تبون على ضرورة تشجيع المبادرات الرامية لانشاء مؤسسات ناشئة وتفادي تكسير أحلام الشباب معتبرا أن الشباب المبتكر الذي يتطلع بكل وطنية عالية وبكل اعتماد على النفس, إلى اقتحام الأسواق الدولية يستحق كل الدعم والتشجيع حيث أنهم يحققون نماذج نجاح, يضيف, باقل التكاليف وبأكثر مستويات النجاعة والمردودية. وعن إنشاء صندوق وطني خاص بتمويل المؤسسات الناشئة قال الرئيس أن من مميزاته "المرونة" و"تحمل المخاطر"، مضيفا "حتى يتمكن اصحاب المشاريع المبتكرة من تجسيد افكارهم, كان لابد من تعزيز النظام البيئي للابتكار في بلادنا لكي يرقى إلى طموحات شبابنا, نظام بيئي يضمن لهم ميكانيزمات تمويل ملائمة". وستمكن هذه الالية التمويلية الجديدة الشباب أصحاب المشاريع كما أضاف من تفادي البنوك وما ينجر عنها من ثقل بيروقراطي من خلال هذه الوسيلة التي تتمتع بالمرونة التي تتطلبها المؤسسات الناشئة. وفي نفس السياق, أشار الرئيس إلى ان تمويل هذا النوع من مشاريع الشباب يتطلب تحمل المخاطر لأن احتمالات الفشل تبقى واردة، وأردف "من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر الاجتهاد، وعليه فإننا سنمول وإذا لم تنجح الفكرة يمكن للشاب أن يحاول مرة أخرى إلى غاية أن يجد ضالته والفكرة التي يفيد بها نفسه والاقتصاد الوطني. وأشار تبون إلى انه رغم أن هذا النوع من الصناديق يمول عادة في الدول الليبرالية من طرف القطاع الخاص، إلا أن هذا الصندوق الوطني ممول من طرف الدولة, مؤكدا في الوقت نفسه انه يبقى مفتوحا للمتعاملين الخواص و كذا للشركات الاجنبية الراغبة في المساهمة فيه ماليا بالعملات الصعبة والوطنية. وأفاد تبون أن إنشاء هذا الصندوق يأتي تكملة للقرارات الهامة التي تسعى من خلالها الدولة إلى تمكين الشباب الجزائري من خلق مؤسسات ناشئة ذات امكانيات عالية وطموحات كبيرة لولوج الاسواق العالمية, مما سيسهم في رفع التحديات الكبرى التي سنواجهها معا لبناء اقتصاد اساسه المعرفة يدعم الاقتصاد الوطني بمداخيل خارج المحروقات وخارج الموارد التقليدية. وأعرب الرئيس عن أمله في أن يعالج هذا الصندوق الجديد طلبات التمويل في ظرف جد قصير وبأن يقوم الولاة بتلبية حاجيات هذه المؤسسات من العقار الصناعي في غضون نهاية السنة الجارية. ويأتي تنظيم هذه الندوة بعد حوالي شهر من الندوة الوطنية حول الانعاش الاقتصادي التي جمعت ممثلي المتعاملين الاقتصاديين, حيث أنها "لا تقل أهمية عنها حسب الرئيس تبون الذي أكد أنها تمهد لإجراءات ترمي لتحقيق الهدف الأسمى المرجو في الاستثمار في طاقة أبنائنا ومشاريع شبابنا وتعبئتها في سبيل خدمة الاقتصاد الوطني. وابرز رئيس الجمهورية أهمية هذه الندوة بهدف حشد قدرات الشباب من اجل العمل المشترك وتبادل الخبرات ورسم معالم لاقتصاد المعرفة يكون مبنيا على الابتكار والتطلع لاكتساب كل الادوات والحلول التكنولوجية التي أصبحت احد ثوابت الاقتصاديات المعاصرة التي ينبغي للجزائر مواكبتها اليوم.