أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، »أن الدولة ستعطي الأولوية لحل مشاكل التنمية بعد أن أرست دعائم السلم«، قائلا »لقد درجنا في سياستنا خلال هذه السنوات بعد إرساء دعائم السلم والاستقرار في البلاد على إعطاء الأولوية لمواجهة مشاكل التنمية وبناء الهياكل القاعدية ومحاربة الفساد المستشري والتكفل بانشغالات الجزائريات والجزائريين«. أوضح رئيس الجمهورية في رسالة وجهها للاتحاد العام الطلابي الحر في مهرجان عقده بالقاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف، بالعاصمة، ضمن الاحتفالات بالذكرى ال 22 لتأسيسه تحت شعار »جزائري وأفتخر« أن »حل هذه المشاكل سيكون بحسب مقدرات الدولة وإمكاناتها بترتيب المشاكل حسب الأولويات وفي مقدمتها التشغيل لاسيما تشغيل الشباب«. وذكر الرئيس في رسالته، التي قرأها نيابة عنه محمد علي بوغازي مستشار لدى رئاسة الجمهورية، في هذا السياق بجملة »الإجراءات التي اتخذت في القطاع العام وفي كافة الميادين بتمكين الراغبين من الحصول على قروض استثمارية متنوعة، خاصة في مجال الفلاحة وكذلك عقود ما قبل التشغيل، وإدماج العدد الأكبر من البطالين في ديناميكية الاقتصاد الوطني، عدا رفع منحة الطالب الجارية المفعول«. وأضاف بوتفليقة قائلا »لقد دأبنا في سياستنا على ضرورة التقريب بين المؤسسات الإنتاجية والتكوينية ومؤسسات التعليم العالي من اجل امتصاص البطالة وتنشيط دواليب الاقتصاد والتنمية«. وفي نفس السياق، أكد الرئيس أن »الدولة مستمرة في مواجهة معضلة السكن لتلبية كافة الاحتياجات، مراعية في ذلك احتياجات الشباب المقدم على الزواج وبناء أسرة«، مضيفا »ناهيك عن مختلف الورشات الإنمائية الأخرى، وخاصة تلك التي قامت بها الدولة في مجال النقل، وبناء مرافق جامعية للدراسة والإيواء وتجهيزها بما تتطلبه من استحقاقات لتحصيل العلم ودفع عجلة البحث وتوفير شروط مريحة للطالب والباحث والأستاذ الجامعي«. وشدّد الرئيس بوتفليقة بالقول إن»هذا الرقي المادي والاقتصادي يجب أن يسير بالتوازي والتعاضد مع الارتقاء بالحريات العامة والخاصة وتحرير المبادرات وتوفير المناخات الملائمة لفضاءات التعبير الحر المسؤول من أجل بناء ديمقراطية سديدة«. وأبرز بوتفليقة في هذا الإطار الإجراءات الهامة التي اتخذت في هذا الاتجاه في القطاعات ذات الاختصاص لإفساح المجال أمام التعبير الحر والحوار الجاد وطرح القضايا العميقة دون إقصاء في ظل الشفافية والوضوح، وهو المنهج الذي سيكون كفيلا ببلورة الآراء والاقتراحات المفيدة وفرزها عن تلك المتهافتة والمغرضة والمظللة التي تضر بالجميع دون استثناء، على حد قوله. أبدى الرئيس فخره »بشباب الجزائر حامل العلم والمعرفة والقابض بالنواجد على مبدأ حب الوطن والدفاع عن انجازات شعبه التي زكّاها بتضحيات جسام يتخذ المبادرة للتعبير بوعي وبمسؤولية عن وجوده وعن تطلعاته المستقبلية للإسهام في بناء جزائر الغد«. وقال رئيس الجمهورية إن جزائر الغد »جزائر أمينة على مقومات الأمة ووحدة التراب وسيادة الشعب والتعايش السلمي وتشييد الديمقراطية ومبادئ العدالة الاجتماعية التي درجنا عليها وضمان الحريات وتحرير المبادرات والاستماتة في تحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية وسياسية لا تقصي أحدا يبنيها الجميع مع الجميع بأسلوب حضاري ينسجم وشخصية الإنسان الجزائري الموسومة بعزة النفس والتمسك بالعدالة والتحلي بالتسامح والانتصار للسلم المدني«، مبديا حرص الدولة الجزائرية على رؤية شبابها يولي اهتماما جادا وواعيا بضرورة التمكن من أسباب المعرفة والتحصيل العلمي في كافة الاختصاصات والتحلي بروح المسؤولية التي تتجاوز حدود المصلحة الشخصية إلى الحفاظ على مكتسبات الأمة التي ضحى في سبيلها نساء ورجال بأغلى ما يملكون.