تستعد مدينة وهران لاستقبال جثمان ابنها الراحل الكاتب والروائي الجزائري المقيم في ألمانيا حميد سكيف الذي وافته المنية الجمعة الفارط في هامبورغ، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال. توفي في هامبورغ الروائي والكاتب الجزائري المقيم في ألمانيا، محمد بن مبخوت المعروف باسم حميد سكيف عن عمر يناهز الستين عاما، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال، وتجري مراسيم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه وهران، حيث سيوارى الثرى. وقبل وفاته، كان سكيف قد إهتم لإنجاز مؤلف مشترك مع زوجته الباحثة الألمانية أورزولا غونتر المتخصصة في الدراسات الإسلامية، حول مذكراته. والذي سيرى هذا المؤلف النور قريبا. وعرف حميد سكيف، بأسلوبه الساخر والنقدي في الكتابة، وهو روائي مدافع عن قيم الحرية ومن أشهر أعماله »سيادة الرئيس«، و»جغرافيا الخوف« التي نشرت بلغات عديدة، فرنسية، عربية، ايطالية وإسبانية وألمانية. وقد تناول الروائي في روايته »جغرافيا الخوف«، والتي ترجمة إلى اللغة الألمانية، قضية الهجرة غير الشرعية، وقال عنها »إنّها محاولة منه لطرح الموضوع على الجمهور الألماني واستدراجه للمناقشة حوله باعتباره قضية مشتركة«. ويعتبر سكيف الرواية، مسلكا أدبيا يهدف لتحقيق اختراق مغاربي في الحقل الأدبي والثقافي الألماني، على غرار ما يحققه جيل من الأدباء الشبان الأتراك في ألمانيا. كما كان الكاتب يرى في المؤلف »جغرافيا الخوف« حوض يحمل منبع لحوار ثقافي أوسع مع الجمهور الألماني، عن طريق مساهمته في تغيير النظرة السلبية المتبادلة بين المجتمعين الألماني من جهة والمغاربي والعربي من جهة ثانية. حيث كان سكيف من كتاب الرأي في موقع »قنطرة« الألماني المتخصص في الحوار بين الغرب والعالم الإسلامي. وفي بداية التسعينات من القرن الماضي، أسّس سكيف مع عدد من زملائه، جمعية الصحافيين الجزائريين، وخلال إقامته في هامبورغ كان لفترة مسؤولا عن إدارة مركز التبادل الثقافي»ألف ما« في هامبورغ، كما ساهم في تأسيس نادي ثقافي عربي في هامبورغ. وعرف عن سكيف نشاطه الإنساني الدؤوب لمساعدة اللاجئين والشبان المغاربيين المهاجرين.