أكد محمد الشريف عباس، وزير المجاهدين، أن “وزارته تعمل حاليا على استكمال برنامجها الخاص بجمع رفات كل الشهداء وإعادة دفنهم بمقابر لائقة تتسم بالوقار”، وأضاف أن “قطاعه سيبذل كل الجهود من أجل الاستمرار في إعادة كتابة تاريخ الثورة التحريرية الذي يحتاج إلى تظافر جهود الجميع من مجتمع مدني وسلطات ومواطنين ومؤرخين”. وجاءت تصريحات وزير المجاهدين، خلال إشرافه أول أمس على إحياء الذكرى ال51 لاستشهاد العقيدين عميروش وسي الحواس بمقبرة الشهداء بجبل ثامر بولاية المسيلة، حيث عاد للحديث عن “ضرورة كتابة تاريخ الثورة التحريرية والاستعانة بمختلف شرائح المجتمع وكل الذين بإمكانهم المساهمة في هذا الإنجاز”. ويولي وزير المجاهدين اهتماما كبيرا لموضوع كتابة التاريخ، حيث سبق له وأن أعلن أنه سيعقد خلال الثلاثي الأول من 2010 ملتقى وطنيا عنوانه “كيف نكتب التاريخ ونعرف به”، حيث قال الوزير على هامش زيارة عمل قام بها إلى ولاية البويرة “إن اللقاء الذي لم يحدد مكان عقده ستشارك فيه مختلف الهيئات الوطنية وكل من له إسهام ودور فعال في تمجيد تاريخ الجزائر”. وبرأي الوزير محمد الشريف عباس فإن “معركة كتابة التاريخ تبقى طويلة”، ليضيف أن “وزارة المجاهدين تفسح المجال لكل عمل من شأنه تمجيد تاريخ الجزائر وإبراز مآثره”. وذكر أن وزارته هي الآن بصدد تشكيل خلايا بحث أخرى لكتابة التاريخ بعد تلك التي كانت قد نصبت منذ أربع سنوات، وعددها 40 خلية، فيما ستكون هناك برامج جديدة بالنسبة للسمعي البصري تنجز من خلالها أفلام تتناول رموز الثورة التحريرية ومحطاتها التاريخية الكبرى وذلك قصد المساهمة في التعريف بالتاريخ. ولم يفوت الوزير خلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة أن يشير إلى “أن الشهيدين عميروش وسي الحواس وهما على التوالي قائدا الولايتين الثالثة والسادسة التاريخيتين، “كانا على وعي تام بحالة الضعف والهوان السائدة في أوساط الشعب الجزائري آنذاك، ما جعلهما يؤمنان بخوض الكفاح المسلح لاسترجاع حقوق الشعب المسلوبة”.