تقدر هدايا الأمراء والملوك والرؤساء العرب للرئيس السابق حسنى مبارك وأسرته بالمليارات من المجوهرات، والماس، والأحجار الكريمة والتي تمثل كنزا، لاشك أن مبارك وزوجته سوزان يحتفظان فى مكان ما بهذا الكنز الذى لم يسجل فى الوقائع الرسمية حسب القانون، وتشير وقائع الأحداث إلى أن قائمة الهدايا تم اخفاؤها عمدا فى مكان ما خارج مصر أو داخلها. في 17 أبريل 1988 نفذ الجيش العراقى عملية عسكرية تسمى بمعركة تحرير الفاو خلال حرب الخليج الأولى، لإخراج الجيش الإيراني من شبه جزيرة الفاو بعد احتلال دام عامين، وحررها من الإيرانيين. وتم ذلك بمشورات ودعم مصرى، وردا للجميل قدم صدام حسين لمبارك هدايا قيمة وعطايا مميزة، أبرزها مجموعة سيارات من طراز تويوتا كريسيدا وهى أحد أفخم أنواع السيارات التي أنتجتها شركة تويوتا للسيارات في ذلك الوقيت، وتم توزيع طاقم السيارات المهداة من الرئيس صدام حسين على مؤسسة الرئاسة، وكانت تسير في موكبه لشهور حتى استبدلها بالمرسيدس، صدام أهدى مبارك أيضا طبنجة وبندقية من الذهب، وهما اللتان كانتا موجودتين في القصر الرئاسى ببغداد، وتعدان نادرتين، لأنهما كانتا مصممتين خصيصا لصدام. هدايا من السلطان قابوس كان العرف العام المعمول به فى بروتوكلات هدايا الرؤساء والزعماء أن يتم نقل الهدايا باسمهم على الطائرات أو السفن، وألا تصل الهدية إلى الرئيس مباشرة دون وسيط، وهو ما كان يحدث فى الهدايا التى يتلقاها مبارك من جميع الدول إلا دولة واحدة فقط، هى سلطنة عمان، حيث كانت الهدايا التي ترد من السلطان قابوس إلى مبارك لا تحمل اسمه إنما تحمل اسم «نور فرغل». وفى كل مرة كان يزور فيها السلطان قابوس القاهرة كان يعطى مبارك 3 أنواع من الهدايا أولها هدايا نقدية متمثلة فى مبالغ مالية بالعملات الأجنبية يتم توزيعها على طاقم الحراسة المكلف بحمايته بنسب مختلفة تتراوح مع درجات سكرتارية الرئيس والحرس، أما النوع الثانى من الهدايا فكان ساعات من الذهب الخالص لماركات عالمية أبرزها ماركة روليكس محفور عليها اسم السلطان قابوس وفى أحيان أخرى صورته وفى الحالتين تحمل صك خاتم السلطنة، أما النوع الثالث من هدايا السلطان قابوس لمبارك فتمثل فى خنجر ذهبى مرصع بالأحجار الكريمة. ولم يكن مبارك يتلقى هدايا من الكويت قبل عام 90، فكل الهدايا كانت بعد حرب تحرير الكويت والتى ساهم فيها الجيش المصرى، وكل الهدايا كانت في صورة واحدة فقط، وهى هدايا نقدية في صورة مبالغ مالية بالدولار الأمريكى والدينار الكويتى سدت جزءا كبيرا من ديون مصر. بحسب ما أكد أحد العاملين بمؤسسة الرئاسة والمرافقين لمبارك في زياراته، كانوا يشبهونه ب»التليفون الذى يعمل بالعملة« وهو التليفون الذى لا يجرى أى مكالمات فى حال عدم توافر العملة.أما أبرز الهدايا التى تلقاها الرئيس مبارك تمثلت فى سيارات مرسيدس لأسرة الرئيس وطاقم السكرتارية المرافق له، بالإضافة إلى أن الكويت هى أول من أعطت مبارك هدية السجاد الشيرازى، وهو أفخم أنواع السجاد الذى تزين به الحوائط وتصل قيمته إلى 150 ألف دولار. السعودية.. سيف ذهبي لمبارك السعودية فى قائمة الدول التي قدمت هدايا مبارك هى الدولة الأولى التى أهدته سيفا من الذهب الخالص تمت صناعته خصيصا له، وتم وضع السيف في جراب مطلى بمياه الذهب، ويحمل شعار المملكة العربية السعودية سيفين ونخلة. وفى قائمة هدايا العاهل السعودى لمبارك قصة طريفة، ففى أحد الأيام أهدى العاهل السعودى لمبارك قطعة قماش كبيرة غير متوفرة فى الأسواق، ولا تنسج إلا بمصنع واحد فقط بإحدى الدول الأوروبية، وقال له العاهل السعودى وقتها: تلك قطعة قماش نادرة أعطها للترزى الخاص بك لكى يفصل لك بدلة، وبالفعل أعطى مبارك قطعة القماش إلى مصمم أزيائه الخاص وهو مصرى يقيم فى مدينة بورسعيد، ويمتلك بيت أزياء شهيرا فى باريس. طائرة خاصة من القذافي تفاصيل قصة الكشف عن منح القذافى طائرة خاصة حديثة الصنع لمبارك بدأت مع قيام الكاتب الصحفى سمير رجب بتنظيم حملة صحفية على صفحات جريدة الجمهورية، لم يعرف القذافى أسبابها، وصرح لأحد مقربيه وقتها وقال: «لا أعرف لماذا ترك مبارك صحيفة الجمهورية تهاجمنى وأنا أعطيته طائرة خاصة بملايين الجنيهات». الوجه الثانى من هدايا القذافى لمبارك تمثلت في سيارات مرسيدس، كان القذافى يرسلها سنوياً إلى مبارك لإدراجها ضمن موكب الرئاسة، غير أنه توقف عن إرسال تلك السيارات قبل سنوات بسبب أحد مواقف مبارك مع عائلة الرئيس جمال عبد الناصر. أما هدايا الشيخ زايد لمصر لم تكن مثل باقى الهدايا التي يتلقاها مبارك من الرؤساء والزعماء، فهدايا الشيخ زايد كانت هدايا صغيرة الحجم نفيسة بقيم مالية كبيرة، حيث حصلت سوزان مبارك على عقد ألماس من الشيخ زايد تصل قيمته إلى 3 ملايين جنيه.وعلى أرض الواقع ساهم الشيخ زايد فى إقامة عدد من المشاريع أبرزها مدينة الشيخ زايد ومشروع شرق التفريعة ومستشفى 75375، بالإضافة إلى مستشفى الشيخ زايد التى تكلفت 50 مليار جنيه وتضم 8 غرف عمليات بإمكانيات عالية والتي أفتتحها عاطف عبيد وأوقفها حاتم الجبلى كى لا تؤثر على مستشفاه الخاصة دار الفؤاد. ومن جهة أخرى، تعودت سوزان مبارك أن تشترى مجوهراتها من فرنسا، وتحديداً من 3 محال ذهب، وهى من أشهر محال بيع المجوهرات في العالم، وهى كارتيه وبيركيردان وشانرد، وفى شراء سوزان للمجوهرات قصة غريبة، حيث كانت تتصل بسفير مصر في ذلك الوقت، وتطلب منه أن يتصل بالمحال الثلاثة، وتطلب منها طاقم مجوهرات بصفات معينة، فكان يجلب لها 4 أو 5 أشكال مختلفة لتختار منها، غير أنها كانت فى كل مرة تأخذ الأطقم كلها، ويتولى السفير دفع قيمة الطاقم الذهب من خزانة السفارة، وفى حال طلبه ذلك المبلغ من مؤسسة الرئاسة قد يتعرض للإقالة من منصبه. الأغرب أن كل تلك الهدايا، حصل عليها مبارك باعتباره رئيساً للجمهورية وليس لشخصه، ما يقتضى أن يسلمها مع تركه عمله كرئيس للجمهورية، وحتى الآن مر ما يقرب من شهر ونصف الشهر دون أن تخرج أي معلومة عن ذلك كأنها ممتلكات خاصة، المثير للجدل أيضاً أن الدستور ينص على أن كل هدايا الرئيس تنشر في الجريدة الرسمية، وتوضع في المتحف الرئاسي، غير أننا لم نقرأ يوما عن أي هدية في الجريدة الرسمية، أو عرفنا ماذا يضم المتحف الرئاسي. عن جريدة اليوم السابع