حظي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، باستقبال شعبي كبير وسط مدينة تمنراست أين دشن »مشروع القرن« الذي يزود سكان الولاية بالماء الشروب، كما وقف الرئيس على عدد من الإنجازات التي استكملت والتي تندرج في إطار مخطط تنمية الجنوب. مبعوث »صوت الأحرار« إلى تمنراست: م. سعيدي حلّ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بولاية تمنراست، حيث أشرف على تدشين عدد من المنشآت الحيوية ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي. وكان في استقبال الرئيس بمطار أعيان المنطقة وعلى رأسهم أخاموك أقنار ووفد من المسؤولين المحليين. وكانت ساحة تهاقارت »الحوانيت« المحطة الأولى من زيارة الرئيس، حيث دشن نصب »إلامان« الذي يضم نافورة للماء المحول من مدينة عين صالح، وهنا حظي باستقبال شعبي كبير من سكان المنطقة. كما ترجّل الرئيس في الشارع الرئيسي للمدينة، وسط هتافات المواطنين الذي عبروا عن جزيل شكرهم لرئيس الجمهورية الذي وفّى بوعده بتجسيد مشروع القرن الذي وضع حدا لمعاناة مواطني تمنراست. المحطة الثانية من زيارة الرئيس كانت بحي أدريان، حيث دشّن القطب الحضري الجديد الذي يضم 1028 وحدة سكنية وعيادة صحية، وكذا متوسطة وابتدائية ومكتبة ومحلات تجارية خدماتية، متوجها بعد ذلك إلى محطة تحاليل ومراقبة المياه، حيث قام بمعاينتها والوقوف على كيفية سير المحطة من أجل تزويد المنطقة بالماء الشروب وفق المعايير المعمول بها. وفي ذات الزيارة، تنقل رئيس الجمهورية إلى المقر الرئيسي لمشروع تحويل مياه الشرب من عين صالح إلى تمنراست، الذي خصص له غلاف مالي قدره 197 مليار دج، حيث تذوّق طعم المياه التي ستزود ولاية تمنراست، وأعطى إشارة تشغيل المحطة لتزويد الولاية بالماء، بعد تجسيد مشروع القرن الذي كان حلم سكان المنطقة، التي ستجهّز بشبكة توزيع عصرية شأنها شأن كافة ولايات الوطن، وسيساعد هذا المشروع في استقرار سكان المنطقة، خاصة وأن الهاجس الكبير الذي كان يهدد المنطقة هو ندرة المياه. علما أن رئيس الجمهورية سبق له وأن أعلن في رسالته التي وجّهها في اليوم العالمي للماء في 21 مارس الفارط أن المخطط الخماسي خصص 870 مليار دج لإنجاز 18 سدا جديدا ومواصلة برامج تحلية مياه البحر، مع استغلال المياه الجوفية بالجنوب الكبير، فيما طورت الجزائر قدرتها على توفير المياه بثلاث مرات خلال السنوات العشر الأخيرة. رئيس الجمهورية دشن أيضا الطريق العابر للصحراء الذي انتهت به الأشغال مؤخرا، والذي يربط مدينتي تمنراست وعين قزام على مسافة 420 كلم، والذي يربط الجزائر بنيجريا لتستكمل الجزائر حصتها من طريق الوحدة الإفريقية. واكتفى رئيس الجمهورية بالوقوف على المشاريع التي تم إنجازها، حيث كان متوقعا أن يمرر رسائل سياسية، خاصة وأن آخر زيارة ميدانية قام بها تعود إلى شهر أكتوبر 2010 لولاية ورقلة، كما أن آخر خطاب للرئيس كان في 27 أكتوبر من نفس السنة، وذلك خلال افتتاحه للسنة القضائية، إلا أن هذه الزيارة الميدانية لديها مؤشرات سياسية تؤكد أن السلطة في الوقت الحالي تعمل وتجسد المشاريع لا أكثر ولا أقل.