افتتحت مسرحية " القرن الأسود " عن نص الكاتب القطري حمد الرميحي ، إخراج عيسى قجاطي وحركتها ركحيا فرقة ورشة العمل المسرحي بدار الثقافة تمنراست سهرة أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين باشطارزي فعاليات الأيام المسرحية للجنوب التي ستتواصل إلى غاية 12 جويلية الجاري بمشاركة 6 فرق مسرحية تعكس مختلف التجارب المسرحية من الجنوب الجزائري برؤاها المختلفة واشتغالاتها الجمالية والقيمية وتفتح ضمن إستراتيجية فك العزلة الثقافية والمسرحية خصوصا أمام إصرار إدارة المسرح الوطني الجزائري ومديره المبدع امحمد بن قطاف للإنفتاح وتثمين الوجوه الشابة التي اختارت الفن الرابع رغم همومه كمجال للممارسة والبحث عن أشكال جمالية غائرة في التراث ومتكأة على الحداثة من حيث البناء والروح وأكد امحمد بن قطاف في تصريح له أن وزيرة الثقافة خليدة تومي ومن خلال تنظيمها للأيام المسرحية للجنوب تهدف إلى خلق وترسيخ تقاليد لاكتشاف المواهب والقدرات المسرحية الشابة والحيوية التي يزخر بها الجنوب الجزائري في مختلف عناصر العملية المسرحية والعمل على تشجيع وتطوير الحركة المسرحية التي تحاول تأصيل تجربتها المسرحية في أشكال مختلفة واحتكاكها مع مختلف التجارب المسرحية عبر مختلف مناطق الجزائر كما أكدت وزيرة الثقافة التزام الوزارة تمويل ودعم الفرق المسرحية من الجنوب لتغذية البنية المسرحية الجزائرية بثرائها وتنوعها. كشفت مسرحية "القرن الأسود" الذي يتناول في رمزية جملة من القيم التي تنخر الوعي الإنساني وطمعه المتزايد للسلطة وتروي يوميات ملك هجر زوجته واكتفى بعشيقة أحبها حد الجنون رغم أنها لاتبادله نفس الشعور لكنها تجاريه للحصول على ملذات الحياة والسلطة والجاه بل أكثر من ذلك تقع المحضية في حب سائس خيله الفقير لكن حب المال تجعله يتخلى عن حبيبته مزيونة طمعا في قلب وجسد عشيقة الملك وعرشه وقد عكست السينوغرافيا الأجواء المحلية بكل عناصرها التراثية من أدوات تقليدية خدمت غرض العرض المسرحي الذي يجمع بين لغة الجسد والروح الممازج بين الكوميديا وسحرية الواقع وتعكس الرؤية الإخراجية توافر عناصر مثيرة وظفها المخرج لصياغة عرض يحقق عناصر الفرجة وقد تفاعل الجمهور مع أداء الممثلين الذين انسجموا مع أبعاد النص لنكتشف نكهة مسرحية ببهارات الجنوب الدافئة التي رغم بساطتها تنفذ إلى العمق لأن البساطة هي مرآة الجمال. وتتواصل بمبنى محيي الدين باشطارزي العروض المسرحية من 6 ولايات جنوبية، وهي "القرن الأسود" لدار الثقافة لتمنراست، "من بقايا المدينة" لدار الثقافة بورقلة، "الوحلة" للجمعية الثقافية "القناع المسرحي جامعة" التابعة للوادي، "لعبة الدبابيز" لفرقة "أكون" من بشار ومسرحية "نهاية لعبة" لفرقة "تعاونية الملتقى" لولاية تندوف.. الأكيد أنه في إنتضار تأسيس مسرح جهوي بالجنوب ومهرجان خاص به فإن الأيام المسرحية نافذة مضيئة نطل عليها على واحة مسرح الجنوب الوافرة والمؤثثة بمواهب تعد بالكثير لتدعيم المسرح الجزائري مستقبلا ومبادرة تستحق التنويه بعد عقود من تهميش مسرح الجنوب الذي يكتنز مبدعين مسرحيين شباب من طراز الكبار ولعل ابن تندوف حليم زريبيع خير مثال على ما يحمل الجنوب ومغامرته المسرحية في الجنوب.