شدد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، على أهمية تغليب منطق السلم على منطق الحرب في ليبيا، داعيا بلدان القارة السمراء إلى تقديم دعمها الفعال لخارطة الطريق التي اعتمدها الاتحاد الإفريقي من أجل إيجاد حل للأزمة في ليبيا، مجددا دعم الجزائر الكامل لهذا المسعى. وحسب بيان لوزارة الخارجية، فإن مساهل الذي كان يتحدث خلال اجتماع اللجنة الخاصة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الإفريقي حول ليبيا، والتي عقدت قبل يوم واحد من اجتماع مجلس السلم والأمن على مستوى الاتحاد الإفريقي، قد أوضح أن المسعى الإفريقي يتمثل في تسوية مشكل إفريقي في ظل احترام السلامة الترابية لليبيا وسيادتها ووحدة شعبها، وأضاف ذات البيان أن خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد الإفريقي تتضمن أربعة شروط ينبغي تنفيذها بحزم و صرامة تتمثل في وقف لإطلاق النار فوري و فعلي يمكن التحقق منه والتكفل بالجوانب الإنسانية منها مصير المهاجرين الأفارقة والحوار الشامل بين كل الليبيين والتكفل بالتطلعات المشروعة للشعب الليبي للديمقراطية والتقدم. وفي سياق متصل، أبرز مساهل انعكاسات الوضع في ليبيا على استقرار البلدان المجاورة وخاصة تلك الواقعة على الساحل الصحراوي بالنظر لحركة كميات معتبرة من مختلف الأسلحة التي لا تخضع لأية مراقبة ومحاولات استغلال الوضع من طرف الجماعات الإرهابية والمتطرفة. وتطرق مساهل في معرض حديثه إلى الجانب الإنساني في الأزمة الليبية والمتمثل أساسا في قضية النازحين، مشددا على أهمية التضامن مع البلدان المجاورة لليبيا والتي تستقبل في ظروف صعبة آلاف اللاجئين الفارين من ليبيا ومنهم عدد كبير من المهاجرين الأفارقة. ومن جهة أخرى وخلال اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي حول التهديدات الجديدة والأمن في إفريقيا انعقد أول أمس الثلاثاء في أديس ابابا، ألح مساهل على مسؤولية إفريقيا في الحرص على ضمان السلم والاستقرار اللذين من دونهما لن يتسنى تصور أية تنمية مستديمة في القارة، موضحا أنه سبق للإتحاد الإفريقي أن تزود بأدوات للوقاية من الأزمات وتسييرها وتسويتها مثل مجلس السلم والأمن ونظام الإنذار السريع والقوة الإفريقية المؤقتة من جهة وبمبادئ وأدوات سياسية تهدف لترقية وتعزيز قيم الحوار والحكم الراشد المشتركة من جهة أخرى، واعتبر مساهل أن هذه الآليات والأدوات تستحق التقييم والتكييف عند الاقتضاء وفق التهديدات الجديدة التي تواجه السلم والأمن في القارة. تجدر الإشارة إلى أن مساهل قد شارك في مشاورات ثنائية مع رؤساء الوفود المشاركة، ومحادثات مع وزراء خارجية كل من جنوب إفريقيا ومالي وموريتانيا وأوغندا، كما تحادث الوزير مع مبعوث الأمين العام الأممي إلى ليبيا عبد الإله الخطيب حيث تبادل معه وجهات النظر بخصوص سبل حل الأزمة الليبية.