اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، أمس، الحدود التي تتقاسمها الجزائر مع سبعة دول مصدر الآفات الاجتماعية التي تنتشر في أوساط الشباب الجزائري، ودعا رؤساء البلديات الحدودية إلى تجنيد المجتمع المدني لحماية البلاد من نهب ثروتها المادية والبشرية، متهما أطرافا داخلية وخارجية بالاتجار بأرواح وأعضاء الجزائريين، مشيرا إلى أن المأساة الوطنية ساهمت في انتشار الظواهر السلبية. أوضح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في لقاء جمعه ب60 رئيس بلدية حدودية و30 رئيس مجلس ولائي بفندق الرياض بالعاصمة أن الأزمة الأمنية التي عصفت بالبلاد لأزيد من 14 سنة خلفت آثارا سلبية ماديا ومعنويا، واعتبر أن انتشار المخدرات وظاهرة الهجرة السرية والتهريب والانتحار والخطف والرشوة والفساد و"روح البايلك" والتعالي على العمل الشريف والعنف في الملاعب من ارتدادات المأساة الوطنية. ودعا بلخادم منتخبي الأفلان الحاضرين في الندوة إلى ضرورة العمل والحرص على تطبيق التوجيهات التي جاءت في خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب الذي ألقاه بوزارة الدفاع الوطني فيما يخص بالتكفل بانشغالات الشبيبة الجزائرية عن طريق فتح الحوار معها قصد نزع فتائل المؤامرة التي تحاك ضد الجزائريين وتخليصه من الأطراف التي تريد الولوج به إلى الضياع. في هذا السياق، أرجع الأمين العام سبب انتشار المخدرات إلى وجود منافذ حدودية، كما أضاف أن المواد والسلع المهربة من الجزائر تعيش منها شعوب شقيقة وصديقة، ولم يتوقف بلخادم عند هذا الحد بل راح ليقول إن "أيادي آثمة داخلية وخارجية متورطة في عمليات الحرقة والاختطاف تتاجر بأرواح الشباب وبأعضاء أبنائنا". وحمل الأمين العام مسؤولية انتشار هذه الظواهر السلبية إلى عدم وجود تجنيد بصفة كافية، قائلا "لو كانت حدودنا المحاذية لسبع دول والتي تقارب 8 آلاف كلم مصانة بالقدر الكافي الذي يضمنه التجنيد الجماهيري الواسع لما تسللت إلينا هذه المظاهر الغريبة و ما تسللت بين شبابنا و انتشرت عبر ترابنا". ورأى بلخادم أن إزالة هذه الظواهر والقضاء على مخلفاتها في ظرف قياسي يستوجب تظافر الجهود والتنسيق بين مختلف المصالح وتجنيد المجتمع المدني ، مبرزا أهمية و دور المجتمع المدني غير المنحاز في تعبئة و تجنيد الجماهير للقضاء على "الانحرافات الخطيرة " وذلك من أجل إبقاء الشباب كطاقة بناءة وسد الطريق أمام المحاولات الساعية إلى تحويله قوة هدامة. على هذا الأساس، دعا بلخادم رؤساء البلديات ورؤساء المجالس الولائية إلى تأمين الحدود التي تشترك الجزائر مع سبعة دول هي تونس وليبيا من الجهة الشرقية، المغرب والصحراء الغربية وموريتانيا من الجهة الغربية ومالي والنيجر من الجنوب والحرص على تنميتها وصيانة البلاد من سلب خيراتها وثرواتها المادية والبشرية. على صعيد آخر، جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني دعمه لمسعى المصالحة الوطنية الذي أكد بشأنه أن مناضلي الأفلان لا يزالون متشبثون به و يدعمونه من منطلق أنه السبيل الأمثل لجمع كلمة الجزائريين. وعدد بلخادم الانعكاسات الايجابية للمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية يوم 14 أوت 2005 واحتضنها الشعب بأغلبية ساحقة يوم 29 سبتمبر من العام نفسه خاصة على الجانب الاقتصادي، حيث تمكنت الجزائر من التخلص من نسبة كبيرة من المديونية التي وصلت إلى مستوى 7.4 مليار دولار. إلى ذلك، أكد الأمين العام ضرورة تظافر الجهود الوطنية وتعبئة كل الطاقات لمواجهة التغيرات العالمية عبر الاهتمام بتنفيذ البرامج المختلفة الضامنة للتوازن الجهوي التي أعدت لتدعيم سياسة تشغيل الشباب. ولم يفوت بلخادم، مناسبة إحياء الذكرى ال46 لعيدي الاستقلال والشباب، للتذكير بالتجربة الطويلة للحزب العتيد في تسيير المجالس البلدية والولائية في عهد الحزب الواحد وكذلك خلال التعددية السياسية، معيبا بالمقابل على تناقص الشعور بالاعتزاز بالثورة التحريرية، مرجعا ذلك إلى قلة الدراية بحجم التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري طيلة 132 سنة في سبيل نيل حريته.