اجتمع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم أمس برؤساء 60 بلدية حدودية و33 رئيس مجلس شعبي ولائي تابع للافلان، وحثهم على ضم جهودهم إلى جهود مصالح الأمن في مكافحة كل أشكال التهريب والهجرة غير الشرعية عبر تجنيد وإشراك المجتمع المدني في العملية. في ثاني نشاط حزبي علني له منذ التغيير الحكومي الأخير يوم 23 جوان الماضي اشرف السيد بلخادم على اجتماع لمنتخبي الحزب انعقد بفندق الرياض بسيدي فرج بالعاصمة، واقتصر الحضور على رؤساء البلديات الحدودية التي يسيرها الحزب، إضافة الى رؤساء المجالس الشعبية الولائية ال33 التي فاز بها الأفلان في محليات شهر نوفمبر الماضي، واقتصر جدول أعمال اللقاء حول كيفية مساهمة المنتخبين المحليين في التخفيف والحد من انتشار مختلف الظواهر الاجتماعية التي انتشرت في السنوات الأخيرة في المجتمع والمتأتية خصوصا من الحدود مثل المخدرات والسجائر والكحول والهجرة غير الشرعية، إضافة الى استغلال بعض المهربين الدعم الذي تقدمه الدولة للفلاحين ومربي المواشي، لتهريب اللحوم الى الدول المجاورة بدل تسويقها في الجزائر بأثمان لم يكونوا يتوقعونها. وقبل أن يخوض أمين عام الافلان في جدول أعمال الاجتماع جدد في كلمة ألقاها بالمناسبة دعم الأفلان لميثاق السلم ولمصالحة الوطنية وقال "كنا ومازلنا نتشبث به وندعمه لتحقيق الأمن واستقرار المجتمع " مشيرا الى ان هذا المسعى " قد مكن الدولة من التخلص من المديونية وتوفير المال لترصده للمنفعة العامة" . ودعا السيد بلخادم منتخبي الحزب في المناطق الحدودية الى العمل من اجل حماية وصيانة المناطق الحدودية وتنميتها واعتبر المسؤولية الملقاة على عاتقهم كبيرة فالكل ينتظر منهم "أن يضيفوا جهدا أكبر الى جهد مختلف المصالح الساهرة على حماية الحدود وصيانة البلاد من كل ما من شأنه ان يسبب فسادا أكثر في أوساط الشباب ويحدث نزيفا أعمق في ثروات البلاد". وفصّل السيد بلخادم بحكم معرفته تمام المعرفة لكل الملفات الاجتماعية وهو الذي غادر رئاسة الحكومة قبل ايام فقط في توضيح أدق الأمور بخصوص جميع الظواهر التي تبرز في المناطق الحدودية وقال ان المخدرات التي تفتك بالشباب مصدرها نوافذ حدودية وأن التهريب هو استنزاف للخيرات الوطنية ولمواد ندعمها من اجل الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن، وأوضح أن هذا الدعم لم يستغله المواطن الجزائري بل استفادت منه "شعوبا أخرى من غير وجه حق " . وأشار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الى ان آفة "الحرقة" عبر قوارب الموت هي الأخرى نزيف أصاب الشباب عبر الحدود والذي هو نتاج سمسرة مافياوية لأيادٍ آثمة داخلية وخارجية تتاجر بأرواح وأعضاء أبنائنا في الهجرة السرية والاختطاف والانتحار . واضاف أن الحدود الجزائرية المحاذية لسبع دول والتي تقارب 8 آلاف كلم لو كانت مصانة بالقدر الكافي الذي يضمنه التجنيد الجماهيري الواسع لما تسللت عبره هذه المظاهر الغريبة وما تسللت بين الشباب وانتشرت عبر تراب الجزائر. وحسب السيد بلخادم فإن الآفات والانحرافات التي استهدفت كثيرا من أبناء الجزائر مصدرها الحدود التي أصبحت تشكل خطرا محدقا يمس أمن البلاد واستقرارها واقتصادها وكذا أخلاقيات المجتمع، واوصى المنتخبين بضرورة تضافر الجهود وتوحيد المساعي والعمل على تجنيد المجتمع المدني وتوجيه طاقاته في الاتجاه الذي يضع حدا لكل هذه الآفات التي كانت من الاثار السلبية لسنوات الازمة.وابرز انه اذا تم إشراك عنصر الشباب فإنه بالإمكان الوصول وفي ظرف قياسي الى ازالة هذه الظواهر والقضاء على مخلفاتها التي أضرت بالمجتمع بأكمله.