دعا الناطق الرسمي لهيئة المشاورات السياسية، المستشار محمد بوغازي، في أول تصريح إعلامي له منذ انطلاق عمل الهيئة، إلى ضرورة التفريق بين الهيئة المشكلة من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولجنة الحوار الوطني التي اعتمدت منتصف التسعينيات، وأضاف بوغازي أنه لا يجب الخلط بين الآليتين، فالهيئة التي يديرها بن صالح اليوم تكتفي باستقاء الآراء والاقتراحات ورفعها للرئيس. في خرجة جاءت لتوضيح بعض المفاهيم وإبراز فلسفة عمل الهيئة المكلفة بالمشاورات، شدد، أمس، الناطق الرسمي المستشار محمد بوغازي على أن المشاورات ستشمل الجميع، أحزابا وشخصيات وطنية وجمعيات المجتمع المدني، موضحا أن المعايير التي اعتمدت في توجيه الدعوات تقوم على الأسس القانونية والسياسية، فقد تم توجيه الدعوة لكل حزب سياسي معتمد قانونا، وهو رد غير مباشر على الأطراف التي انتقدت دعوة أحزاب توصف بالمجهرية. أما بخصوص الشخصيات الوطنية، فهي تلك الشخصيات التي تولت مهام عليا في الدولة أو تلك التي لها إسهامات في الحياة العمومية وفي مختلف المجالات العلمية والفكرية والسياسية والاقتصادية والحقوقية، في حين أن منظمات وجمعيات المجتمع المدني معروفة، ويعتقد المستشار محمد بوغازي أن كلمة رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء المنعقد يوم 2 ماي المنصرم قد أقر ضرورة إشراك الجميع وتوسيع المشاورات وتعميقها. وبخصوص كيفية عمل اللهيئة، قال بوغازي أنها تستقي أراء واقتراحات الأحزاب وترفعها للرئيس بوتفليقة في تقرير مفصل، وهنا أثار بوغازي مسألة الفروق الموجودة بين هيئة المشاورات التي يديرها بن صالح بمساعدة الجنرال محمد تواتي والمستشار محمد بوغازي وبين لجنة الحوار الوطني التي أنشئت منتصف التسعينيات في عهد الرئيس السابق اليامين زروال، وهي إشارة واضحة لإزالة اللبس الذي يقع فيه البعض خلال تعاطيهم مع موضوع الهيئة. وفي سياق ذي صلة أكد بوغازي احترام الهيئة لكل الآراء والاقتراحات والمواقف، لكنها تأمل أيضا في مشاركة كل الأطراف على نطاق واسع. من جهة أخرى ذكر بوغازي بالعناوين الكبرى للمشاورات وحددها كما هو معلوم في الدستور والقوانين العضوية الأخرى، وهي رسالة للأطراف السياسية التي تطالب بإعادة النظر في آلية المشاورات بحد ذاتها أو تطرح قضايا خارج جدول الأعمال. وأعرب الناطق الرسمي لهيئة المشاورات عن ارتياحه لظروف سير المشاورات، وتقدير الهيئة لكل الاقتراحات والآراء التي تقدمت بها الأحزاب والشخصيات والمنظمات وكذلك لرجال الإعلام الذين يواكبون الجلسات لإطلاع الرأي العام الوطني والدولي على مجريات المشاورات.