أعلن البروفيسور بشير كاديك من جامعة باب الزوار، أنه لا يوجد لحد الآن في الجزائر مؤسسات متخصصة تهتم بالمحافظة وحماية المكونات الوراثية لمختلف النبتات التي تزخر بها، وخلال الملتقى المنظم أمس، من طرف الجمعية الأيكولوجية »متيجة« بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، دق المحاضر ناقوس الخطر بخصوص التدهور الخطير الذي يعرفه التنوع البيولوجي داعيا إلى إيجاد حلول يشارك فيها المواطن والجمعيات بدعم من الإدارة. نظمت أمس الجمعية الأيكولوجية متيجة بمفتاح بالعاصمة، يوما دراسيا بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف الخامس جوان من كل سنة، وفي هذا الإطار ألقى البروفيسور بشير كاديك من جامعة باب الزوار محاضرة تطرق خلالها إلى الوضع البيئي والأيكولوجي الذي تشهده الجزائر والعالم وتأثيراته على بقاء الكائنات الحية بما فيها الإنسان وتواجده على سطع الأرض. وفي السياق قال المختص في علم النباتات والأحياء أنه »للأسف لا يوجد في الجزائر لحد الآن مؤسسة متخصصة في الحفاظ وحماية المكونات الوراثية للنبتات« مشيرا أن الجزائر تحصي 3139 نوع نباتي لكن منها 249 نوع في طريق الندرة و647 نوع نباتي آخر نادر جدا وهو ما يوحي حسب تأكيده، أن الغطاء النباتي بات مهددا بالزوال أن لم تتخذ إجراءات صارمة للحفاظ عليه. وإن كان الأستاذ كاديك أوضح أن النمو الديموغرافي لا يعد خطرا على الطبيعة فإنه أشار من جهة أخرى إلى أن هذا النمو يعد عاملا محركا وأساسيا للتنمية المستدامة لكنه اشترط أن يكون هذا العامل إيجابيا من خلال ربطه بمختلف البرامج التي تراعي خصوصية كل منطقة، فيما دعا إلى ضرورة إيجاد حلول مناسبة للوضع القائم من خلال إشراك المواطن المعني الأول إلى جانب الجمعيات المهتمة بالبيئة وذلك بالتعاون مع الإدارة الحامي الأول والراعي الرسمي للتنوع البيئي بحكم القانون والوسائل التي تملكها، واعتبر دور الإدارة مهما وفعالا في هذا الشأن، كما أشار إلى أنه رغم وجود كثير من البرامج المسطرة على الصعيد الرسمي لكن أثرها في الميدان يبقى ضعيفا. وللإشارة فإن الجمعية الأيكولوجية سطرت بالمناسبة برنامجا علميا ثريا إلى جانب إقامة معرض للصور والرسومات التي توضح الوضع البيئي المتدهور الذي تعرفه منطقة مفتاح على وجه الخصوص بالنظر إلى التلوث الصناعي وتدهور المحيط المعيشي اليومي للمواطن نظرا للانتشار العشوائي للقمامات، وبالمناسبة بادرت الجمعية للعام الثاني بمنح جائزة حمود مرابط لأحسن وأنظف حي بالمنطقة إلى جانب تكريم عدد من الوجوه التي ساهمت في حماية البيئة والإطار المعيشي اليومي للمواطن. وفي نفس السياق كان رئيس الجمعية الطاهر محجوبي أكد أن الوضع البيئي بمفتاح ومتيجة عموما في تدهور خطير فاق كل التصورات.