اعترف كريم جودي وزير المالية بالعراقيل التي حالت دون الانتهاء من عملية مسح الأراضي التي شرع فيها بداية من سنة 1975 بسبب الظروف الأمنية التي عرفتها البلاد منذ بداية 1990 وكذا تحويل الإمكانيات المسخرة لهذا الغرض عن وجهتها الحقيقية، وبالمقابل أكد الوزير أنه بعد تم اعتماد طريقة المتابعة عبر القمر الاصطناعي، عرفت العملية مسارا جديدا سيمكن من تحقيق تغطية بنسبة 95 بالمائة في حدود سنة 2010، لتنتهي العملية كلية في آفاق 2017. أوضح وزير المالية في رده على سؤال لأحد أعضاء مجلس الأمة أول أمس حول سير مخطط مسح الأراضي العام أن عملية مسح الأراضي الصحراوية والسهبية -التي تمثل نسبة 95% من مجمل الأراضي المعنية بالعملية- ستنتهي في غضون سنة 2010، فيما ستستمر بالنسبة للأراضي الواقعة في الشمال والتي تحتاج إلى وقت أكبر (نسبة 5 % الباقية) إلى غاية سنة 2017. وبخصوص النتائج الأولية للعملية أوضح الوزير أنها ضعيفة إذ تم مسح 5.8 مليون هكتار فقط من مجمل الأراضي المعنية، مشيرا أنها تقدر بحوالي 238 مليون هكتار في المناطق الصحراوية و220 مليون في المناطق السهبية معنية وما يفوق 24 مليون هكتار في المناطق الشمالية. وفي ذات الصدد أكد الوزير أنه تم بالمناطق الريفية مسح أراضي 483 بلدية بينما تخضع حاليا أراضي 158 بلدية أخرى للمسح فيما تم مسح -بالمناطق الحضرية 161 تجمعا سكنيا و لا يزال 175 تجمعا آخر في طريق الانجاز. واعتبارا للأهداف المسطرة لهذه العملية لا سيما منها ما يتعلق باحترام الآجال بادرت الوزارة - يضيف المسؤول- بالإعداد لمسح أراضي رقمي دون اللجوء إلى تحقيق في الميدان و قامت في هذا الصدد بأشغال تجريبية على مستوى 6 بلديات منها أربع بلديات صحراوية بولاية ورقلة وبلديتين سهبيتين بولاية البيض. وأوضح بالخصوص أن النتائج كانت "ايجابية و مثمرة" فيما يتعلق بنوعية الأشغال والآجال و قدرة الإنجاز. وسيتم تعميم هذا المسح الرقمي على 21 بلدية أخرى ابتداء من أول جانفي من السنة القادمة على أن تتم الأشغال فيها سنة 2010، وقد سجل الإحصاء الوطني الخاص بمسح الأراضي الذي تم الشروع فيه للمرة الأولى خلال السبعينات تأخرات كبيرة لأكثر من 30 سنة لأسباب مالية وتقنية وأمنية قبل أن يتم الشروع فيه مجددا سنة 2004. وبخصوص هذه النقطة قال وزير المالية إن قرضا بمبلغ 20 مليون دولار منحه البنك العالمي سنة 1993 للوكالة الوطنية لمسح الأراضي مكن هذه الهيئة من توفير التكوين اللازم لأعوانها واقتناء الأجهزة الطبوغرافية الضرورية و كذا طائرة خاصة و سيارات للقيام بالعملية.