اعتبر أسقف الجزائر السابق، الأب »هنري تيسييه«، دعوته من طرف هيئة المشاورات السياسية التي يرأسها عبد القادر بن صالح، بمثابة مؤشر إيجابي على أن الجزائر تحترم الديانات وأنها مفتوحة أيضا لكل المواطنين مهما كانت انتماءاتهم الدينية. لكنه مع ذلك لم يكشف عن مقترحات قدّمها بشأن الإصلاح السياسي الذي استدعي إليه باعتباره شخصية وطنية. ولم يدم اللقاء الذي جمع الأب »هنري تيسييه« أمس مع بن صالح ومساعديه سوى أربعين دقيقة، وبدا التحفظ واضحا من كلامه خلال التصريح الصحفي الذي أعقب اللقاء حيث اكتفى بتوجيه عبارات أقرب إلى الخطابات الدينية، مؤكدا في سياقها »نريد علاقات قوية مع السكان المسلمين«، وبعد أن أوضح أنه على الرغم من كون أغلبية أتباع الكاثوليكية أجانب »لكن هناك إخوة جزائريين من أتباع المسيحية«. وتحدّث الأب »تيسييه« إلى الصحفيين باللغة العربية التي يتقنها بشكل جيّد كونه متواجد في الجزائر منذ منتصف ستينيات القرن الماضي وهو أيضا حامل لجنسيتها، وقد ركّز بشكل كبير على أهمية الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وصرّح قائلا: »لا نريد أن نعود إلى وقت التنافس ولا بد من التعايش والتعاون وهذا ما فعلته الجزائر في مناسبات عدة«. وبرأي المتحدث الذي حصل على تقاعده قبل سنتين بعد عقود من تمثيل الكنسية الكاثوليكية بالجزائر فإنه »نحن مقتنعون بأن هذه المبادرة هي لمصلحة البلدان الأخرى في المتوسط«. وخلص أسقف الجزائر السابق إلى التأكيد على أن ما يجري اعتماده في بلادنا خدمة للمنطقة »فلا مستقبل لنا دون أن نكون معا« على حدّ تعبيره. ولم يكشف الأب »هنري تيسييه« عن مضمون مقترحاته للهيئة المكلفة بالمشاورات. وقد شكلت دعوته للمشاورات حدثا مهما ورسالة موجهة للخارج وللأقلية المسيحية، في وقت تتعرض فيه الجزائر لاتهامات باضطهاد الأقلية المسيحية، على خلفية قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين و إغلاق عدة أماكن عبادة غير مرخصة للطائفة البروتستانتية.