استقبل أمس عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني المكلف بالعلاقات الخارجية والجالية بالخارج أرنو مونتوبورغ المرشح للانتخابات الأولية الرئاسية الفرنسية عن الحزب الاشتراكي، حيث استمع إلى الخطوط العريضة للحملة التي يقوم بها النائب الفرنسي تحسبا للانتخابات الأولية التي ستجرى شهر أكتوبر المقبل. ودار حديث سي عفيف مع النائب عن الحزب الاشتراكي بمقر حزب جبهة التحرير الوطني عن العلاقات الجزائرية الفرنسية، حيث استنكر المسؤول الفرنسي للسياسات التي بادر بها الحزب الحاكم في فرنسا فيما يتعلق بمسألة الجالية الأجنبية المقيمة بفرنسا، إضافة إلى سياسة الهجرة والتعامل مع الإسلام في هذا البلد، مؤكدا أن هذه السياسية لا تخدم العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أنه يجب إعادة النظر فيها مع معالجة قضية الاستعمار من زاوية موضوعية وعلى أن الاستعمار عمل سلبي ولا يوجد سبب لتمجيده. والتزم المسؤول الفرنسي في حال فوز الحزب الاشتراكي في الانتخابات الفرنسية بإعادة النظر في كل المبادرات السياسية والتفكير في إقامة علاقات مبنية على الاحترام والصداقة ومراعاة المصالح المشتركة بين البلدين، بالإضافة على احترام سيادة الجزائر وكرامة الجزائريين المقيمين بفرنسا. وفي ذات السياق، تباحث المسؤولان مختلف التطورات التي تعرفها الجزائر خاصة فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والتي تترجمت بالمصادقة على عدد من مشاريع القوانين في مجلس الوزراء الأخير والتي لها أهمية بالغة بالنسبة للعمل الديمقراطي بالجزائر، مضيفا بأن النواب هم بصدد إثراء هذه المشاريع التي تندرج فعلا في مسار إصلاحي عميق للنظام السياسي. كما أكد سي عفيف على غيرة الجزائريين على سيادتهم واستقلالهم، مشددا على أنه لا يمكن لأي أحد أن يطعن في الكفاح الشرعي الذي قام به خيرة أبناء هذا الوطن، من جهته أشار النائب الفرنسي إلى أن الجزائر تحتل مكانة إستراتيجية في حوض البحر الأبيض المتوسط وتلعب دورا محوريا فيما يتعلق باستقرار وأمن المنطقة وتطويرها ولا يمكن الاستغناء عن الجزائر، حيث تطرق سي عفيف رفقة المرشح للرئاسيات الفرنسية إلى تطور الأحداث في المنطقة وحرص الجزائر على الحفاظ على أمنها واستقرارها والتصدي لكل محاولة إرهابية تهدف إلى ضرب استقرارها.