أكد فرنسوا هولندا العضو القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي، أنه في حال وصوله إلى سدة الحكم في الرئاسيات التي ستجرى سنة 2012، فإنه سيلتزم بتكثيف كل الجهود من أجل إدانة الاستعمار وتجريمه، وهو الموقف الذي تبناه الحزب الاشتراكي بقوة من خلال معارضته لقانون تمجيد الاستعمار الصادر في 2005، وبالمقابل قال هولند، إنّ زيارته إلى الجزائر التي يعتبرها بلد صديق ليست لها أي علاقة بالحملة الانتخابية ولا بالاستحقاقات الرئاسية المبرمجة سنة 2012، لأن من سيصوتون علي هم فرنسيون وليسوا جزائريين. رافع فرنسوا هولند خلال الندوة الصحفية التي نشطها مناصفة مع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم بمقر الحزب لصالح تطوير وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين وبين الحزبين، حيث قال في هذا الصدد، لقد زرت الجزائر سنة 2006 كصديق عندما كنت أشغل منصب الكاتب الأول بالحزب الاشتراكي وها أنا أزورها اليوم كعضو قيادي في هذا الحزب وأنا دائما صديق للجزائر. وأضاف هولند، في رده عن سؤال، عن كانت زيارته عبارة عن حملة انتخابية، موضحا، أنه لم يأت إلى الجزائر من أجل حملة انتخابية لأن من سيصوتون عليه هم فرنسيون وليسوا جزائريون وسيصوتون حول قضايا تهمهم، إن زيارتي للجزائر تأتي في إطار تطوير العلاقات بين الحزبين والبلدين عن طريق دفع عجلة الاستثمارات في شتى المجالات. وعن قضايا الذاكرة التي تجمع البلدين، أكد العضو القيادي في الحزب الاشتراكي، أن موعد 2012 سيكون جد مهما، وكل طرف سيحضر من جهته لهذا الموعد، وفيما يخص الحزب الاشتراكي وفرنسا فإن هذه اللحظة ستكون ملائمة لتقييم المرحلة السابقة وتحديد كيفية إدارة العلاقات بين البلدين، ليوضح أنه تكلم بصراحة مع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني حول واجب الذاكرة وضرورة استكماله دون تخوف وضرورة فتح طريق جديد نحو المستقبل، وقال في هذا الصدد، يجب تجريم الاستعمار دون أي تحفظات وعلى اليسار أن يعود بقوة إلى السلطة، كما تطرقا الطرفان إلى الروابط التي تجمع بين البلدين، بالنظر إلى وجود علاقات تجارية واقتصادية وهناك يجب العمل على تكثيفها وتطويرها. وأضاف هولند، أنه في وصوله إلى سدة الحكم في فرنسا، فإن حزبه سيعطي قوة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين ويعمل على تسوية الأوضاع، بالإضافة إلى تقوية الحوار بين ضفتي المتوسط، وكذا دفع مسار برشلونة اعتمادا على دور الجزائر كشريك مهم بالنسبة لفرنسا وللاتحاد الأوربي. أما فيما يتعلق بقضية النزاع الصحراوي، فقد اكتفى فرنسوا هولند بالتأكيد أن موقف حزبه من القضية واضح، كونه يرتكز على ضرورة معالجة هذه القضية في إطار الشرعية الأممية. وكان فرانسوا هولاند قد وصل أمس الأول إلى الجزائر على رأس وفد هام من النواب والإعلاميين، وكان في استقباله عضو المكتب السياسي للأفلان المكلف بالعلاقات الخارجية سي عفيف عبد الحميد، قبل أن يلتحق بهم الأمين العام عبد العزيز بلخادم في القاعة الشرفية للمطار حيث تبادل الرجلان أطراف الحديث بشأن العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.