طغت توجيهات قادة الأحزاب على مواقف نواب المجلس الشعبي الوطني في تعاطيهم مع مشروع قانون الانتخابات المعروض للنقاش، وبدا أن العديد من النواب استغلوا فرصة مناقشة مشاريع قوانين الإصلاحات لإطلاق »شرارة« الحملة الانتخابية المسبقة، سيما وأن الدورة الحالية تعتبر آخر دورة خريفية في العهدة الحالية. »صوت الأحرار« رصدت أهم المواقف في أروقة المجلس. سليمة عثماني عن الأفلان ترى النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني عثماني سليمة، أن الغالبية من النواب تعاطت بإيجابية وموضوعية مع مشروع قانون الانتخابات، لكنها ذكرت أن النقاش لم يخل من بعض المزايدات الحزبية وبالأخص التي تستهدف الأفلان، متسائلة لماذا ذلك في وقت كان الأفلان سباقا لطرح فكرة المراجعة الشاملة للدستور والقوانين الأخرى، وتعتقد أن نواب الأفلان على عكس بعض النواب تعاملوا مع مشروع قانون الانتخابات من منطلق توصية رئيس الجمهورية للنواب بضرورة مراعاة المصلحة الوطنية على حساب المصلحة الحزبية، وتفسر النائب عن ولاية بومرداس ذلك من منطلق كون العملية الانتخابية تشكل في حد ذاتها الأرضية الملائمة للبناء المؤسساتي وتطوير الممارسة الديمقراطية. وعن مساهمة نواب الأفلان في إثراء المشاريع قالت المتحدثة إنهم قدموا اقتراحات موضوعية ومبررة سيما منها رفض المواد غير الدستورية كاستقالة الوزراء ثلاثة أشهر في حال ترشحهم أو منع التجوال السياسي، موضحة أن هذين المادتين تتعارض مع روح الدستور. عبد الكريم حرشاوي عن الأرندي يرى الوزير الأسبق ونائب التجمع الوطني الديمقراطي عبد الكريم حرشاوي أن كل الكتل البرلمانية تتفق على أهمية مشروع قانون الانتخابات، وضرورة إثرائه، قصد الوصول إلى مزيد من الشفافية والديمقراطية والنزاهة في كل أطوار العملية الانتخابية، ولكن بالأخص احترام إرادة الناخبين في الاختيار. ويعتقد حرشاوي أن القوانين ممتازة وما نريده اليوم هو ممارسات ممتازة، ومن هنا قال إن مداخلات نواب الأرندي ارتكزت على ضرورة تحمل كل طرف مسؤوليته على كل المستويات. مشددا على احترام معايير الاختيار للمترشحين حتى لا تكون المجالس المنتخبة فرصة لخلق مناصب شغل ويكون ذلك حسبه من خلال حياد الإدارة، ممارسة المواطنة من قبل المواطنين والإرادة لخدمة المواطنين. حسن حديبي عن النهضة النقاش الدائر حسب النائب حسن حديبي يغلق الباب أمام الإصلاحات الحقيقية من خلال سيطرة الحكومة على مجريات النقاش وتوجيهه في إطار معين، ومن هنا يرى ممثل النهضة أن مشروع القانون محل الحديث ما هو إلا واجهة لديمقراطية صورية، والمشروع لن يتمكن من ردع التزوير، لأنه لم يسند الإشراف الكلي للعملية الانتخابية للقضاء. رمضان تعزيبت عن حزب العمال يقول النائب عن حزب العمال رمضان تعزيبت أن هناك مقاومة حقيقية في المجلس من قبل بعض النواب من أجل تكريس إصلاح حقيقي، فالمسارات الانتخابية السابقة كثيرا ما تعرضت للطعن في مصداقيتها، وقد حان الوقت لإعادة الاعتبار لكلمة الشعب، من خلال إثراء النقاش وسد الثغرات الموجودة، مستنكرا إسقاط المادة التي تمنع التجوال السياسي لاعتبارات حزبية فيلالي غويني عن الإصلاح يرى النائب عن حركة الإصلاح أن النقاش ثري في المجلس من خلال العديد من الاقتراحات القيمة التي تحاول سد الثغرات الموجودة في مشروع القانون، وذكر المتحدث أن الإشكال بالنسبة لحزبه يكمن في تسبيق القوانين العضوية على الدستور في الوقت الذي لا نعرف فيه هل سيكون النظام القادم رئاسيا أم برلمانيا؟ كما تحدث النائب عن سبب عدم إسناد العملية الانتخابية للقضاء.