أدخل خبر ترقية دائرة ششار بخنشلة إلى ولاية منتدبة فرحة ومصرة كبيرة في نفوس مواطنيها بحيث أصبح هذا الخبر يتداول في البيوت والمقاهي وفي كل جلساتهم على أمل أن ترقى حياتهم هي الأخرى إلى حياة أفضل وعيش كريم، بعد أن ضاقت بهم سبل الحياة الضنكى وافتقدوا إلى كل جميل في هذه الدائرة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 45 ألف نسمة، فحالة مواطني دائرة ششار التي لا تختلف أبدا عن حالة باقي المواطنين عبر أرجاء مناطق الوطن هي متشائمة وشاحبة نتيجة للفقر والعوز والغبن والحرمان من كل أوجه الحياة الكريمة وعدم الاطمئنان على حالهم وحال أبنائهم، فمواطنو دائرة ششار قد أحسوا فعلا أن الخطر يتهددهم وحال أبنائهم نظرا للظواهر الاجتماعية الفتاكة التي حلت في الوسط الاجتماعي، البطالة، العزوبة، السرقة، الفقر، الجنون، الاختطاف، الانحلال الخلقي في البيوت والشوارع وأخيرا المخدرات التي انتشرت بشكل مذهل للانتباه في وسط الشباب بل كل الشباب والتي انتشرت حتى في الوسط المدرسي فالقيم الإنسانية سقطت سقوطا حرا والسبب الرئيسي في ذلك هو تدني المستوى المعيشي إلى درجة أنه أصبح من لم يطق صبرا يجد نفسه مقبلا على سوق بيع القيم الإنسانية في المزاد العلني مقابل شراء ما هو محظور ومحرم. فردع الظاهرة المسيئة ليس بالسجن كما يتوقعه البعض وإنما بتغذية روح المواطن وفق معالجة دينية وتحسين ظروف معيشته وترقيتها مثلما تم ترقية الدوائر إلى ولايات منتدبة ولا يتأتى هذا إلا وفق دراسة معمقة يشارك فيها رجال دين وعلماء اجتماع، أساتذة قانونيون وخبراء اقتصاديون لإيجاد الحلول العاجلة التي تقتضيه الحاجيات النفسية والمعيشية والعقائدية للمجتمع الجزائري وضبط هذه الحلول وفق برامج تنموية بشرية واقتصادية وإلا فالدوائر التي تم ترقيتها إلى ولايات منتدبة التي ستستفيق حتما على مستقبل مجهول مع نهاية الحلقة الأخيرة لكل مسلسل.