أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري، أن المغرب على أتم الاستعداد لتجاوز وضعية الجمود التي تلف علاقاته مع الجزائر، وذلك في إطار الحفاظ على مصالحه الحيوية، قائلا »إن ما تعرفه المنطقة العربية يحتم علينا التوفر على الذكاء السياسي الكافي لنواكب تحولاته بما يلزم من الجرأة والإرادة«. قال الناصري، في تدخله خلال نزوله ضيفا على برنامج »باريس مباشر«، الذي بثته قناة »فرانس 24«، أول أمس، إن »المغرب يؤكد، مرة أخرى، مد يده للجزائر في إطار سعيه لطي صفحة العقم التاريخي الذي ميز العلاقات بين البلدين الشقيقين«. وجدّد التأكيد على تطلع المغرب لتطبيع العلاقات بشكل كامل مع الجزائر، وبالتالي بناء صرح اتحاد المغرب العربي المنشود، في إطار الحفاظ على المصالح الحيوية للمملكة«، وأضاف أن »الخلافات القائمة بين المغرب والجزائر، لا يمكن أن تعطل حركية التاريخ التي تحتم على بلدان المنطقة المغاربية المضي قدما نحو التكتل والاندماج«. وأكد الوزير أن الفضاء العربي الذي يتجدد بسرعة في ظل الحركية التي تعم معظم دول المنطقة، »يحتم علينا التوفر على الذكاء السياسي الكافي لنواكب تحولاته بما يلزم من الجرأة والإرادة«، قائلا إن »الوضع الراهن لم يعد يحتمل المزيد من الانتظار والجمود. من جانبها علقت، النائبة بالبرلمان الأوروبي رشيدة داتي، ووزيرة العدل الفرنسية السابقة التي تنحدر من أب مغربي وأم جزائرية، قائلة إن »السيدين مدلسي والفاسي الفهري أبانا عن روح مسؤولية عالية من خلال دعوتهما لانعقاد اجتماع لمجلس وزراء اتحاد المغرب العربي«، مضيفة أن ذلك »يظهر للعالم استعدادهما للعمل سويا من أجل تحقيق رؤية طموحة ومشتركة لمستقبل المنطقة«. وأكدت داتي »الدعوة إلى تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر دليل آخر على بروز معالم النظام المغاربي الجديد الذي دعا إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس«، موضحة أثر التصريحات الهامة التي أدلى بها الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون الداعية إلى تطبيع شامل للعلاقات مع الجزائر«. وأضافت النائبة الأوربية أنه »في الوقت الذي ستجرى فيه بالمغرب انتخابات تاريخية، فإن هذه التصريحات القوية دليل آخر على العهد الجديد الذي يدخله المغرب العربي، وبروز معالم النظام المغاربي الجديد الذي دعا إليه الملك«. وأبرزت داتي »المبادرات المشتركة التي اتخذها وزيرا خارجية الجزائر والمغرب خلال منتدى التعاون التركي العربي الذي انعقد مؤخرا بالرباط، مضيفة أن »التطبيع المنشود في العلاقات بين الجزائر والمغرب أمر حاسم لنجاح هذه الخطوة«، موضحة أن »الالتزام الراسخ لكلا البلدين من أجل المصلحة العامة للشعبين يعتبر لا محالة نموذجا يحتذى بالنسبة لبلدان العالم العربي«.