جنوب ولاية البويرة ببلدية [ تاقديت ] تنام قرية ( أولاد العلا َّم) على هدوئها، المعهود، شهيدة القرى ، صغيرة بسكانها، كبيرة بعطائها هناك حيث ملتقى الحسنيين النصر والشهادة تحتفي القرية الحاتمية الكرم بزائريها كرم يبدعه سكانها الطيبون هؤلاء الفقراء الأغنياء، هؤلاء الذين ضربوا أروع الأمثال حين الضراء وحين البأس، تتذكر هذه القرية الصغيرة بتعداد سكانها العظيمة بجلائل عطائها تتذكر في الخامس من جويلية من كل عام تتذكر في زى التقشف والصبر على ضنك سنين الاستقلال تتذكر ثلاثين شهيدا من أبنائها تتذكرهم كل عام وهي تعاني الأمرين مرارة ظلم ذوي القربي من مسؤولين مروا من هنا، ومرارة عجزها على جمع رفات أبنائها الثلاثين في مقبرة تليق بمقام الشهداء تتذكرهم بدموع خلوتها وبابتسامة جلوتها – تتذكر - الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (أولاد العلا ََّم) لم تكن يوما من الأيام باحثة عن الريادة بين القرى بل كان كل همها الشهادة فداء لوطن احتواها فأعطته خيرة ما عندها أبناء بررة لبوا نداء الواجب فكان لهم ما أرادوا وكان للقرية ما تريد حيما أرادوا، يحق لنا أن نسميها باعتزاز وفخر شهيدة القرى والشاهدة عليهم، ومن حقنا أيضا أن نتألم لها ومعها ولو يوما واحدا في السنة، ستة وأربعون عاما تمر عليها وهي في تغالب أقدارها، تفترش رفات ثلاثين شهيدا لم يتح لذويهم أن يقرؤوا عليهم فاتحة الكتاب نظرا لصعوبة مسالك طرقها المؤدية إليهم، ستة وأربعون عاما والطريق مسدود مسدود لا تصل أضرحة الشهداء، للترحم على أرواحهم فأي نكران للذات ، وأي نكران للتضحيات هذا، خامس من شهر جويلية من كل عام تنكفئ أولاد العلام عن ذاتها ماسحة غبار النسيان عن رفات ثلاثين شهيدا من أبنائها البررة الذين لقنوا فرنسا المدججة بأعتى أسلحة الدمار دروسا قاسية ترويها الأمهات على مسامع أبناء القرية كل ما مر طيف شهيد بمناسبة فكانت كأنها من الأساطير حكايات خلدها شعراؤها الشعبيون في الذاكرة الجمعية لهاته القرية المعزولة المنعزلة ، تردد في أتراحها وفي أفراحها ما رواه شاعرها سقيلاني عمار عن واحد من شهدائها غرس الرعب قي أركان الجيش الفرنسي واستشهد بعد معركة نخالها من المعجزات ر فتردد القرية معه بلحيرش شجاع ومسلح بطل **** وقتل ذلحلوف برد قلبو فيه أولا العلام القرية الصغيرة الشهيدة على موعد مع القدر بالخامس من جويلية هذا العام ، لأنها استجمعت بقايا ذاكرتها المسلوبة وجمعت شهداءها الأبرار في مقبرة جهزت لحمل رفاتهم الطاهرة كان الموقف مهيبا هذا العام / ما أروع أن تختلط مشاعر الذكرى بمشاريع فك العزلة وأخيرا بعد ستة وأربعين عاما من الاستقلال ، ترفرف الألوان الوطنية في مقبرة ضمت رفات شهداء أولا العلام وأخيرا بعد ستة وأربعين عاما تذرف دموع الافتخار والانتصار ثانية وأي انتصار وأي افتخار أعظم من أن نبني للشهيد صرحا بجوارنا بعد أن بنينا له صرحا بقلوبنا وأخيرا وبعد ستة وأربعين عاما من الاستقلال وبعد ثلاثين شهيد ينزل والي ولاية البويرة مشكورا سعيه على هاته القرية الشهيدة المجاهدة زيارة كان لها وقعها الجميل بقلوب أهالي القرية لأنها كانت تعبيرا عن حبهم وإخلاصهم لأبنائهم الذين سقطوا في ميدان الشرف كانت تعبيرا جميلا لشيء أجمل انه يوم الشهيد . زيارة كان لها طعمها، لأنها حملت معها بشائر الوصول إلى مقبرة الشهيد بعد تعبيد الطريق الذي ظل ينتظر التهيئة والتعبيد زيارة كان أهالي القرية ينتظرونها في يوم كان تاريخه بقلوبهم محفورا وبعقولهم مسطورا ، إنه الخامس من جويلية وكان لهم ما أرادوا هذا العام لكنهم رغم ذلك لم يقولوا للوالي يأأيها الوالي مسنا وأهلنا الضر فأوفي لنا الكيل ، بل كان حديثهم فاتحة الكتاب المختلطة بالدموع ترحما على أرواح شهدائهم ، ما أروعكم وانتم تبذلون من أنفسكم لتصنعون الراحة الأبدية فرحة التقاء الشهيد بالشهيد ، ما أكرمكم وانتم تصنعون من احتياجكم غناء , ومن صبركم هناء / ما أعظمكم وانتم تقفون وقفة رجل واحد لاستقبال مسئوليكم لإعادة دفن أحياء عند ربهم يرزقون كما وقف أسلافكم وقفة رجل واحد للتصدي ذودا عن الوطن ما أنبلكم وأنتم ترددون: بلادي وإن جارت علي عزيزة ما أشجعكم وأنتم ترددون: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ستة وأربعون عاما من الضيم والتهميش والتنكر لتضحياتكم يوم أن كان الوطن يؤسس لخلوده بدمائكم ، ستة وأربعون عاما من نسيانكم لكنكم انتم أبدا ما نسيتم أبناءكم هنيئا لكم باسترجاع ذاكرتكم المسلوبة و شكرا للسيد الوالي على هاته الالتفاتة ونتمنى منه زيارات أخرى ، لبعث الحياة بهاته القرية المجاهدة ، إكراما للشهادة والشهيد بلطرش رابح