أكد الرئيس السوداني رفضه بشكل قاطع أي ابتزاز سياسي أو محاولات للضغط على بلاده. وذلك في أول رد مباشر له على مذكرة مدعي محكمة الجنايات الدولية لويس مورينو أوكامبو لاعتقاله بتهم ارتكاب ما وصفها جرائم إبادة في إقليم دارفور. كما جدد عمر حسن البشير رفضه تسليم أي مواطن سوداني ليحاكم في تلك المحكمة. ومن المقرر أن يزور الرئيس غدا الأربعاء ولايات دارفور الثلاث، في أول لقاء جماهيري له بعد طلب مدعي الجنائية استصدار مذكرة اعتقال بحقه. ونسب المركز السوداني للخدمات الصحفية إلى والي جنوب دارفور علي محمود قوله إن الزيارة تهدف إلى دحض مزاعم أوكامبو، ولتأكيد وحده الجبهة الداخلية. وعلى صعيد التحرك الدبلوماسي، يقوم مستشار البشير بزيارة إيران لوضع مسؤوليها في أجواء تداعيات اتهامات الجنائية الدولية. وقال غازي صلاح الدين إن طهران تؤيد موقف بلاده الرافض لقرار رئيس المحكمة. ومن جهة أخرى يلتقي وفد سوداني برئاسة نافع علي نافع مساعد البشير ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بينما يصل وفد آخر دمشق برئاسة صلاح الدين حاملا رسالة للرئيس بشار الأسد. وعلى الصعيد نفسه التقى علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني في طرابلس أول أمس الزعيم الليبي معمر القذافي حيث طلب دعمه في قضية مذكرة التوقيف, بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الجماهيرية الرسمية. وفي هذا السياق عقد مجلس السلم والأمن الأفريقي اجتماعا طارئا على المستوى الوزاري في أديس أبابا أمس تلبية لدعوة من حكومة الخرطوم، لبحث تداعيات الأزمة بين السودان والجنائية. وقال المسؤول بالخارجية السودانية مطرف صديق قبيل الاجتماع إن بلاده تتوقع من الوزراء الأفارقة إدانة الخطوة التي اتخذها ادعاء الجنائية. وفي الإطار العربي واصل أمين الجامعة عمرو موسى مباحثاته بالخرطوم أمس حيث التقى مجددا البشير لمناقشة خطة مواجهة الأزمة. كما التقى عمرو موسى زعيم حزب الأمة الصادق المهدي لبحث مجمل الوضع في السودان. وكان موسى وصل أول أمس الخرطوم في مهمة تتعلق بمساع عربية لمواجهة تداعيات مذكرة التوقيف بحق البشير التي قدمها المدعي العام الجنائية الدولية. وأشار أمين الجامعة إلى أن مباحثاته مع البشير ستتركز على مناقشة نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة، وسبل تفعيل خطة اتُّفق عليها بهذا الشأن. ورفض موسى الإفصاح عن مضمون الخطة المقترحة قبل عرضها على الخرطوم, لكنه قال بوقت سابق "سوف ننسق مع الاتحاد الأفريقي وسنواصل الاتصال بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبعدد من المرجعيات الدولية الكبيرة لتبادل بعض المقترحات للتعامل مع هذا الموقف الخطير". الوكالات/ رويتر