كشفت منسقة جمعية ايدز الجزائر على مستوى مدينة وهران السيدة خيرة بعطوش عن وجود 5 بيوت للدعارة مرخص لها ببشار مقابل ثلاثة بوهران بعد غلق بيتين اثر وفاة مالكتيهما ورفض الورثة الاستمرار في هذا النشاط وكذا ثلاثة بعنابة وسيدي بلعباس واحدة منها تقع برأس الماء على بعد 60 كلم من وسط المدينة و اثنين بسكيكدة وواحدة بكل من تندوف و سعيدة بينما لم يسجل وجود أي بيت من هذا النوع على مستوى ولاية الجزائر ككل وذلك منذ الفترة الاستعمارية باستثناء البيوت التي كانت موجودة آنذاك بولاية البليدة وسارعت السلطات بإغلاقها مباشرة بعد الاستقلال . الهام-ع وقد استفحلت الدعارة غير شرعية بشكل مخيف حسب محدثتنا سواء على مستوى المدن التي لا توجد فيها بيوت مرخصة أو حتى تلك التي تشهد هذا النشاط بشكل رسمي مؤكدة وجود عشرات الآلاف من العاهرات اللائي يمارسن هذا النشاط بكل حرية وبعيدا عن أعين الرقابة الأمنية والصحية سواء على أرصفة الشوارع أو في البيوت خفية أو على مستوى بعض الفنادق الفخمة أو الشعبية بتواطىء من أصحاب هؤلاء، تنقلن عدوى الأمراض الجنسية إلى زبائنهم و التي قد تتراوح من فيروس جنسي خفيف يمكن معالجته في حال اكتشافه مبكرا إلى طاعون العصر ..".السيدا" بسبب تعدد شركاء الجنس من جهة و رفض هؤلاء فكرة إرغام زبائنهم على استعمال الواقيات ذكرية خوفا من هروب هؤلاء إلى من لا تمانعن من ممارسة الجنس دون أي نوع من أنواع الوقاية . هؤلاء الفتيات أو عاملات الجنس كما يحلو للبعض تسميتهن يبررن اقتحامهن أقدم مهنة حسب ذات المتحدثة بظروف اجتماعية واقتصادية قاهرة لم تترك لهن إلا باب الدعارة مفتوحا بكل إغراءاته التي لا تقاوم و هن في اشد الحاجة لإعالة اسر تنتظر ما تأتين به لسد رمقها لا يهم مصدر المال مادام هذا الأخير ينتشلها من جوع وعطش وعرى و في كثير من الأحيان من تشرد لا محال آت. و يعرف هذا النشاط الذي ليس بالجديد على الجزائر مهما حاولنا تغطية الشمس بالغربال تحركا دائما لصاحباته إذ تقول السيدة بعطوش نادرا ما تمارس الفتاة نشاطها هذا في مسقط رأسها وغالبا ما تأتي بنات الشرق الجزائري سواء من عنابة أو سكيكدة على سبيل المثال لا الحصر لممارسة عملهن هذا إلى وهران وبشار هربا من الفضائح التي يمكن لهذا النشاط أن يسيء لصاحبته أو عائلتها إن وصل إلى مسامع الأهل والجيران من جهة و في ظل تعليق بعض الولاة باب التوظيف أمام الفتيات الراغبات في الالتحاق بأقدم مهنة إما نهائيا أو بصفة مؤقتة الأمر الذي يشجع العاهرات اللائي تحملن ترخيصا من القيام بعملية تحويل ملفهن من ما يمكن أن يطلق عليها ولاية متساهلة إلى ولاية متشددة. عاملات الجنس التي تنشط بصفة شرعية على مستوى البيوت المرخص لها يخضعن لنظام صارم تتعرض المخالفات له إلى سحب رخصتهن والطرد نهائيا من المهنة إذ لا يمكن لأي عاهرة من العاهرات أن تغادر إقليم تراب الولاية التي تحصلت منها على ترخيص إلا بعد موافقة المركز الصحي الوبائي الخاضعة لهن و الذي يوافق إما على قرارات تحويلهن من ولاية لأخرى أو على إذن كتابي بتسريحهن لمدة معينة تلتحق خلالها بمسقط رأسهن لزيارة الأهل وتخضع قبل رحيلهن إلى فحص دقيق يثبت خلوهن من أي مرض جنسي يمكن أن تنقله معها في حال ممارستها للدعارة بطريقة غير قانونية في ولاية أخرى وتضطر للعودة بعد انتهاء مدة راحتها تمر إجباريا قبل استأنفها لنشاطها على ذات المركز الصحي لإجراء التحاليل الطبية مجددا إذ لا يمكنها أن تلتحق ببيت الدعارة المنتسبة إليه إلا ومعها شهادة خلوها من أي مرض جنسي. واعترفت السيدة بعطوش خيرة التي تعمل بالمركز الوبائي بسيدي الهواري منذ تاريخ تأسيسه سنة 1992 أن عملية توظيف العاهرات يتم بناء على طلب تتقدم به المعنية إلى مصالح الولاية مرفقة بملف كامل شريطة أن تكون عزباء أرملة أو مطلقة يمكن من بعد قبول ملفها العمل على مستوى ذات الولاية أو تسارع إلى تحويل ملفها إلى ولاية أخرى يكون قد وصل إلى مسامعها بحث بيوت الدعارة المرخصة إلى عاهرات يحملن رخصة مزاولة أقدم مهنة. السيدة بعطوش النشيطة في جمعية ايدز الجزائر و التي تعمل كمراقبة عامة بالمركز الوبائي الكائن بسيدي الهواري و المتخصص في استقبال العاهرات اللائي تنشطن في بيوت الدعارة المرخصة بوهران والمقدر عددها بثلاثة بعد غلق اثنين منها اثر وفاة مالكتيهما ،اعترفت بعدم تسجيل أي حالة سيدا في أوساط المترددات على المركز منذ تاريخ افتتاحه بينما سجلت حالات عديدة في أوساط العاهرات اللائي تنشطن بصفة غير قانونية واللائي لا يخضعن للرقابة الصحية الدورية عكس المنتسبات إلى بيوت الدعارة المرخصة والمقدر عددهن بحوالي عاهرة 20 تتراوح أعمارهن ما بين 30 إلى 45 سنة تنتقل أسبوعيا وبصفة إجبارية للمركز الوبائي التي يشرف عليه البروفيسور مختاري تخضعن لتحاليل دقيقة قصد التأكد من سلامة أجسامهن من الأمراض الجنسية المعروفة كالسفيليس وغيرها من الفيروسات بينما تخضع كل 45 يوما لفحص بغية التأكد من عدم إصابتهن بفيروس السيدا و أرجعت ذات المتحدثة الفضل في عدم تسجيل ولو حالة واحدة من الاصاية بالسيدا في أوساط بائعات الجنس إلى المراقبة المستمرة و السهر الدائم لطاقم طبي عرف كيف يتجاوز الطابوهات الاجتماعية التي فرضت في البداية على مركز صحي من نوع خاص وكذا إلى جهود جمعية" ايدز الجزائر" التي ظلت تزود هذا المركز بالواقيات الذكرية و ركزت على العمل التوعوي والتحسيسي اتجاه شريحة تعتبرها المنظمة العالمية للصحة أكثر الشرائح الاجتماعية عرضة للإصابة بفيروس السيدا. و أرجعت السيدة بعطوش كل المشاكل والأمراض الصحية المسجلة في أوساط بائعات الجنس إلى الدعارة الفوضوية أو غير القانونية و التي يصعب التعامل مع صاحباتها أو تحديد أماكنهن إذ تكثر من تحركاتهن من مكان لأخر خوفا من مطاردة مصالح الأمن لها والتي تكلفهن في حال توقيفهن بتهمة المراودة السجن لمدة تختلف من حالة لأخرى و غالبا ما تسارع الموقوفات مباشرة بعد خروجه من السجن وانتهاء فترة العقوبة إلى معاودة نشاطهن بصفة وحشية لتستعيد الأموال الضائعة والبطالة الإجبارية التي أثقلت كاهلها بالديون التي تكون قد تراكمت على أسرهن أثناء فترة حجزهن. السيدة بعطوش التي تعاملت كثيرا مع هذه الشريحة بحكم عملها بالمركز الصحي المخصص لهن من جهة وعملها الجبار في المجال التوعوي والتحسيسي للوقاية و مكافحة السيدا من جهة أخرى وقفت بنفسها على أسوا أنواع الدعارة تمارسها فتيات لم يتجاوز سنهن ال14 سنة فقط... فتيات صغيرات لا يفقهن من أمور الحياة شيئا اقتحمن عالم الدعارة ولسان حالهن يردد" لم نجد البديل"...مراهقات يعرضن حياتهن وحياة زبائنهن للموت يمتنعن عن كل أشكال الوقاية التي يخفن أن تقلص من مدخولهن اليومي و لا يجدن حرجا في الرد على دروس التوعية والتحسيس التي نقدمها لهن في خرجاتنا" الموت واحدة" بينما تقول محدثتنا جهودنا مع العاهرات الشرعيات أعطت نتائجها إذ لا يمكن لأي منهن لا سيما على مستوى مدينة وهران على سبيل المثال لا الحصر أن تمارس الجنس مع أي شريك حتى لو أعطاها 10000دج .