حظي 548 أسيرا فلسطينيا وأردنيان باستقبال شعبي حافل مساء الأحد بعد إفراج إسرائيل عنهم في إطار الدفعة الثانية من صفقة التبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). في حين توعدت كتائب عز الدين القسام بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين المتبقين في سجون الاحتلال. ووصل 505 من المعتقلين إلى الضفة الغربية بعد أن أفرجت عنهم السلطات الإسرائيلية عبر حاجز بيتونيا العسكري قرب رام الله حيث أقيم استقبال شعبي ورسمي. واحتشد مئات الفلسطينيين لاستقبال الأسرى المفرج عنهم وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية إلى جانب صور قدامى الأسرى والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم في كلمة نيابة عن عباس، في احتفال للأسرى المحررين بمقر الرئاسة في رام الله إن قضية المعتقلين لدى إسرائيل على رأس أولويات عمل القيادة الفلسطينية. وهنأ رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني القيادي في حركة حماس عزيز الدويك الأسرى المفرج عنهم على حريتهم، مطالبا بضرورة مواصلة كل الجهود للإفراج عن جميع المعتقلين. كما وصل 41 أسيرا إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم بعد أن نقلتهم إسرائيل إلى الوسيط المصري، حيث نظم لهم استقبال رسمي بمشاركة عشرات المسؤولين من حركة حماس والحكومة المقالة في غزة وقادة الفصائل وعدد من الأسرى المحررين في المرحلة الأولى من الصفقة قبل شهرين. وقال أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في مؤتمر صحفي عقد في معبر رفح الذي حظي الأسرى فيه باستقبال شعبي حاشد، إن الإفراج عن أسرى الدفعة الثانية من صفقة التبادل »يوم تاريخي ومشهود«. واعتبر بحر أن إسرائيل »انصاعت« لشروط المقاومة الفلسطينية بالإفراج عن 1027 معتقلا بينهم 27 امرأة على مدار مرحلتي صفقة التبادل مقابل جندي إسرائيلي واحد. ووجه بحر الشكر إلى مصر على رعايتها الدقيقة لتنفيذ صفقة التبادل. كما نقل أسيران اثنان إلى القدسالشرقية واثنان آخران إلى الأردن. وجرت المرحلة الأولى من الصفقة التي ترعاها مصر في 18 أكتوبر الماضي وتضمنت إفراج إسرائيل عن 477 معتقلا بينهم 27 امرأة حددت حركة حماس بنفسها أسماءهم مقابل إفراجها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته فصائل المقاومة في جوان 2006. ومن ناحية أخرى أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها ستواصل محاولات أسر جنود إسرائيليين من أجل ضمان إطلاق بقية الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل. وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، »إذا كنا قد حررنا 20% من أسرانا مقابل جندي واحد رغم أنف الاحتلال، فإن من فعل ذلك قادر على أن يكرره«. وأضاف »هذه لن تكون نهاية المطاف، وسنظل نعمل من أجلكم يا أسرانا الأبطال مهما كلفنا ذلك من ثمن، والأيام ستشهد على صدق وعدنا بإذن الله تعالى، هذا عهدنا مع الله ثم معكم ووعد الحر دين«. واعتبر التزام إسرائيل بتنفيذ إطلاق الأسرى في المرحلة الأولى والثانية وفق الترتيبات والمواعيد والأعداد التي اتفق عليها، بأنه »علامة تستحق الوقوف عندها، وإنجاز للمقاومة والوسيط المصري على حد سواء«.