قال رئيس حركة مجتمع السلم، بوقرة سلطاني، إن كل من »يناضل ويرافع سلميا« لإقامة النظام البرلماني يعتبر حليفا لحزبه، ولم يتوقف عند هذا الحدّ لأنه واصل موضحا أنه مع هذا المبدأ »حتى وإن كان الأمر يتعلق بجاب الله أو سعيدي سعدي«، فيما كشف من جانب آخر أنه لن يبقى على رأس »حمس« إثر انقضاء عهدته الحالية بعد عام ونصف. أعلن بوقرة سلطاني استعداده للتحالف مع حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية »إن كان سعيد سعدي يناضل سلميا من أجل القضاء على النظام الرئاسي مقابل إقرار النظام البرلماني«، وأكثر من ذلك فإنه حدّد فترة التحالف بين 2012 إلى 2014 دون أن يُخفي طموحه في الوصول إلى »قصر المرادية« من منطلق أن »كل حزب هدفه الوصول إلى السلطة« وبالتالي »فرئاسة الجمهورية ليست حكرا على جماعة«، وقد وصف بالمناسبة سؤالا طُرح عليه بهذا الخصوص ب »الغريب«. وعلى صعيد ذي صلة جدّد رئيس »حمس« التأكيد على أن الانسحاب من التحالف الرئاسي يبقى من صلاحيات مجلس الشورى الذي سيجتمع في دورة عادية ابتداء من هذا الجمعة، رافضا أن يُقدّم موقفه الشخصي من هذا التهديد الذي أصبح يتكرّر في كل مرة تقترب فيها المواعيد الانتخابية، بالقول: »هذا رأي المجلس وأنا ألتزم فقط بالتنفيذ مهما كان القرار.. وهم أحرار في ذلك«. ولفت سلطاني الذي نزل أمس ضيفا على مركز جريدة »الشعب« للدراسات الإستراتيجية، إلى أن مسألة الطلاق مع الأفلان والأرندي كانت ضمن جدول أعمال الدورة السابقة لمجلس الشورى الوطني المنعقدة في جويلية الماضي »ولكن الإخوان اتفقوا على تأجيلها وضرورة الانتظار إلى حين بداية تنفيذ الإصلاحات التي جاء بها خطاب رئيس الجمهورية حتى نقيّمها قبل أن نحسم في الأمر مع التحالف سواء بالانسحاب أو التجميد أو التعليق..«. وعندما سُئل المتحدّث عن حظوظ حركته في الانتخابات المقبلة خاصة أمام ظهور الكثير من الوجوه المنافسة له من التيار الإسلامي، ردّ بنفي وجود تنافس أو صراع مع الإسلاميين حول الزعامة بما في ذلك جاب الله الذي هو بصدد إنشاء حزب جديد، مبرّرا ذلك على أن »نجاح الإسلاميين هو نجاحنا«، مضيفا في الشأن ذاته: »نحن نريد نجاح مشروع الدولة المدنية العصرية المتفتحة على خلفية إسلامية ومن ينجح فسأكون أوّل من يُهنّئه بكبشين أقرنين..«، دون أن يُخفي رغبته في دعمه »إذا أراد ذلك«. وأفاد بوقرة سلطاني أن دعم »حمس« لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة ثالثة »كان خيارا فرضته الكثير من العوامل« حصرها في كون المصالحة الوطنية لم تكتمل في 2009 »وخشينا حينها من التهديدات التي كانت قائمة ومن أن تنزلق الصناديق الانتخابية للاستئاصليين.. فقلنا إن أخفّ الضررين هو استكمال العهدة إلى 2014«، مشيرا إلى أن الحركة دعّمت رئيس الجمهورية لأنها »لمست فيه روح إعادة التوازن بين التيار العلماني والإسلامي«. في غضون ذلك كان رئيس حركة مجتمع السلم قد تحدّث بكثير من التفصيل خلال محاضرة ألقاها بالمناسبة عن دور الشباب في صناعة القرار، وبدا في سياقها ناقما على تهميش هذه الشريحة عندما شدّد على أنه »منذ الاستقلال والشباب الجزائري محروم من حظه في السياسة التي أصبحت حكرا على من يعتقدون أنهم أوصياء على الرأي وعلى الشعب، وأوصياء على صناعة القرار..«، منتقدا كذلك حرمان هذه الشريحة »من حق المبادرة فيما بقي دورها محصورا في مساندة القرارات السياسية دون الحديث عن صناعة رأي أو تحويل مسار أو بلورة فكرة جديدة«.