تشهد مختلف أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية ارتفاعا ملحوظا منذ بداية العام الجديد 2012، ولا يقتصر هذا الارتفاع على بعض المواد بل مس جلها، إلى درجة أن أصبحت هذه الظاهرة حديث المواطنين والتجار الذين لم يفهموا الأسباب الكامنة وراء ذلك، ففي الوقت الذي يُرجع فيه بعض التجار هذا الارتفاع إلى استغلال أرباب المؤسسات الإنتاجية للزيادات التي مست الأجر الوطني الأدنى المضمون يذهب آخرون إلى الحديث عن ارتفاع أسعار المواد الأولية وغيرها.. في جولة قادتنا إلى بعض أسواق الخضر وبعض محلات التجزئة بالعاصمة، وجدنا أن جل المواد الغذائية وغير الغذائية سجلت ارتفاعا في أسعارها وهو الشأن بالنسبة لمختلف أنواع بودرة الحليب بحيث ارتفع كيس 500 غ بين 15 و20 دج حسب العلامة، كما ارتفع سعر الكيلوغرام من اللوبيا إلى 170 دج بعدما كان 155دج، وارتفع الحمص من 200 إلى 210 دج، وسجلت الأجبان نفس المنحى التصاعدي وتراوحت الزيادة بين 10 إلى و20 دج بالنسبة لقطعة 250 غ، ومن جهتها شهدت أسعار الياغورت ارتفاعا بين 1 و2 دج للعلبة وهو ما سيتعمم خلال الأيام الجارية بما أن بعض التجار لا يزالون يبيعون في المخزون المتوفر لديهم. وبدورها سجلت أسعار المواد غير الغذائية ارتفاعا ملحوظا وهو ما تجلى في مختلف أنواع الأواني ومواد التنظيف ومواد الغسيل والمنتجات الكهرومنزلية وغيرها..ويقول أحد تجار التجزئة في هذا السياق »أنا شخصيا تفاجأت عندما ذهبت إلى سوق الجملة وأُؤكد لك أن جل المواد سجلت ارتفاعا في الأسعار« وعن السبب وراء هذه الزيادات، يُضيف بقوله » في سوق الجملة يُبررون ذلك بارتفاع الأجر الوطني الأدنى ب3 آلاف دج«، وهو نفس الشيء الذي ذهب إليه تاجر آخر بعد إبداء استيائه من هذه الزيادات قائلا »لقد أصبحنا نحشم أن نواجه الزبائن واليوم أصبح الزبون يسأل عن السعر قبل أن يشتري أي شيء..أما تجار الجملة فيتحدثون عن ارتفاع الأسعار على مستوى مؤسسات الإنتاج«. كما شمل ارتفاع الأسعار مختلف أنواع الخضر، بحيث سجلنا صبيحة أمس على مستوى سوق »كلوزال« بالعاصمة أن سعر الكيلوغرام الواحد من القرعة يتراوح بين 130 و140 دج والبصل بين 50 و55 دج والبطاطا بين 55 و60 دج والخس بين 80 و90 دج والطماطم بين 100 و130 دج والخيار بين 90 و100 دج الفول ب80 دج والجلبانة ب160 دج و»المانجتو« ب300 دج والقرنون ببين 90 و100 دج والبسباس ب50 دج والجزر ب50 دج، بينما بلغ سعر الكيلوغرام من الدجاج بين 360 و380 دج والسكالوب بين 650 و700 دج والسردين العادي بين 300 و350 دج، أما اللحوم الحمراء فتتراوح بين 900 و1200 دج حسب النوعية. وتبقى بعض أنواع الفواكه من بين الأشياء التي بإمكان المواطنين اقتنائها بأسعار معقولة وفي متناول الطبقة المتوسطة وهو الشأن بالنسبة للبرتقال الذي يتراوح هذه الأيام بين 35 دج و140 دج حسب النوعية، نفس الشيء بالنسبة لفاكهة المندرين بينما عادت أسعار الدقلة نحو الارتفاع مقارنة بالأسابيع الماضية، أما الموز فيتراوح بين 120 و140 دج للكيلوغرام والتفاح يبدأ من 130 دج إلى ما فوق.. يُذكر أن ارتفاع الأسعار أصبح عادة تتكرر في مطلع كل سنة وهو ما حدث بداية سنة 2011 وانتهى إلى الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر خلال الأسبوع الأول العام، كما أصبح عادة تتزامن مع كل زيادة في الأجور ما يجعل هذه الأخيرة تفقد أثرها الإيجابي قبل وصولها إلى جيب العمال المعنيين بها.