صعّد المحتجّون على السكن، أمس، ردّة فعلهم على تعامل السلطات المحلية مع الأزمة عن طريق توزيع قرارات الاستفادة، حيث نشبت احتجاجات متفرقة بوسط المدينة أمام مقر البلدية وبحي الحمري ومديوني وكذا بالسانيا وحاسي بونيف. خرج سكّان البنايات الهشّة بمختلف الأحياء العتيقة بعاصمة الغرب، إلى الشارع مجدّدا مفجّرين غضبا جماهيريا حادّا، في أعقاب توزيع 302 قرار استفادة مسبق من السكن على مستوى قصر المعارض بالمدينةالجديدة أوّل أمس، من بين نحو 4 آلاف قرار، وهي العملية الأولى على المستوى الوطني حسب الوالي الذي رأى أنّها الحلّ المناسب لأزمة السكن المستفحلة بالولاية، إلاّ أنّ المئات من قاطني البناءات الهشّة، أبدوا استياء واسعا من التعامل مع الملف بهذه الطريقة وووجّهوا اتّهامات نارية للمسؤولين على عملية تحديد قوائم المستفيدين، مشيرين إلى وجود تجاوزات، ومطالبين بالتحقيق فيها، حيث تجمّعوا صباح أمس، بساحة أوّل نوفمبر بوسط المدينة وأقاموا معرضا للصور الخاصّة بالبناءات الهشّة أمام مقّر البلدية التي توضّح الظروف المزرية التي يعيش فيها سكّان حيّ الدرب وسيدي الهواري، مطالبين بترحيلهم نحو سكنات لائقة في أقرب الآجال، كما وضعوا الحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية والحواجز الحديدية على مستوى المكان، مانعين المركبات من المرور، وقاموا بالتجمّع على مستوى ورشة الترامواي القريبة مردّدين شعارات مناوئة تطالب في مجملها بالإسكان وحفظ الكرامة ومحاسبة مسؤولين تورطوا في أخذ رشاوى. وقد رفض المحتجّون مغادرة المكان رغم تواجد مصالح الأمن بشكل مكثّف هناك، كما تجمّع غاضبون أمام مقرات القطاعات الحضرية بحيّ الحمري ومديوني لنفس الأسباب، والتحق قاطنون بمختلف الأحياء الأخرى بالاحتجاجات المتواصلة لليوم الثاني على التوالي بعد الأحداث التي عرفتها الولاية أوّل أمس، أمام مقّر الدائرة والتي تحوّلت إلى أعمال شغب وتخريب ورشق بالحجارة. وحسب ما أفادت به مصادر مؤكّدة، فإنّ مواطنين تجمّعوا ببلدية السانيا منهم سكّان حيّ قارة والدوار، احتجاجا على نفس الظروف، كما انتهج سكّان حاسي بونيف نفس الطريقة مطالبين بحلول فورية للإسكان وليس توزيع قرارات استفادة قد يطول أمد انتظار تسليم سكناتها وفقا لوتيرة إنجاز المشاريع، على حدّ تعبيرهم.