دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المرأة للمشاركة في المواعيد الانتخابية المقبلة، سيما تشريعيات ال 10 ماي، بهدف افتكاك مكانتها الحيوية من خلال صناديق الاقتراع، وأن تعبر عن طموحاتها وعزمها على تعميق المسار الديمقراطي. أقام رئيس الجمهورية، أول أمس، حفلا على شرف المرأة الجزائرية بمناسبة احتفالها بالعيد العالمي للمرأة المصادف ل 8 مارس، وقد حضر الحفل الذي احتضنه فندق الأوراسي جمع من المجاهدات والبرلمانيات والمثقفات، إضافة إلى ممثلات عن المجتمع المدني. وبالمناسبة، وجه الرئيس بوتفليقة رسالة بالمناسبة، أبرز من خلالها الظرف الذي تحيي فيه المرأة الجزائرية هذه السنة عيدها العالمي سيما ما تعلق بمسار الإصلاحات السياسية والمواعيد الإنتخابية المقبلة من جهة واقتراب إحياء الجزائر للذكرى ال 50 لاستعادة سيادتها من جهة أخرى. وفي هذا الإطار ذكر الرئيس بالمكتسبات التي حققتها المرأة الجزائرية في المجالات السياسيبة والاجتماعية والثقافية، مؤكدا أن الجزائر أقرت في دستورها جملة من المبادئ تسمح للمرأة بممارسة واجباتها وحقوقها »بشكل كامل« في كل القطاعات عرفانا لها بنضالها لا سيما في حرب التحرير الوطني. كما أشار رئيس الدولة إلى أن نضال المرأة لا سيما في حرب التحرير الوطني سمح بلعب دور لا يستهان به من أجل الحرية واسترجاع السيادة، مؤكدا أن هذا الواجب الذي أدته على أكمل وجه تجاه مجتمعها ما زالت تواصل القيام به من أجل التشييد الوطني وعليها اليوم وغدا رفع تحديات أخرى. وبعد أن ذكر بتعديل قانوني الأسرة والجنسية بفضل إرادة سياسية معلنة بوضوح، أوضح بوتفليقة أنه تم أيضا تكريس مبدأ توسيع مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة بموجب المادة الدستورية الجديدة مما يعتبر عصرنة حقيقية للحياة السياسية تم الشروع فيها من خلال الدستور. وبالنظر لأهمية المواعيد الانتخابية المقبلة سيما التشريعيات المقررة يوم 10 ماي المقبل، أكد الرئيس بوتفليقة في رسالته أن هذه الاستحقاقات ليست كسابقاتها، داعيا المرأة لافتكاك مكانتها الحيوية من خلال صناديق الاقتراع وأن تعبر بكثافة وحماس عن طموحاتها وعزمها على تعميق المسار الديمقراطي، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يتيح تطبيق ما جاء من مساواة في الدستور في الحقوق والواجبات بين المواطنات والمواطنين أسوة بما أستلهمناه من أسمى معتقداتنا التي تسوي بين المؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والطيبين والطيبات. وفي سياق متصل، أشار رئيس الدولة إلى مبدأ الحصص الذي تضمنه القانون المتعلق بتوسيع مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة، معتبرا أنه كان من الضروري البدء في تكريس هذا المبدأ الذي سيسمح بتعزيز وجود المرأة في الهيئات المنتخبة، حيث أكد أنه سيأتي الوقت الذي ينبغي فيه للمرأة أن تتولى المسؤولية الاجتماعية وفقا للدور الذي تقوم به في المجتمع من جهة وحسب النسبة التي تمثلها ديمغرافيا من جهة أخرى. كما قال بوتفليقة أنه في انتظار ذلك الحين الذي سوف لن يتأخر بالنظر للتطورات التي يعرفها مجتمعنا، ستتحمل الدولة مسؤولياتها الدستورية كاملة، متطرقا إلى الجهود المبذولة لإزالة العراقيل التي كانت تحول دون تمدرس المرأة، مثمنا ما تم تحقيقه من مكتسباب بحيث قال »يحق اليوم للجزائر أن تعتز بالنسبة المسجلة في تمدرس الإناث وكذا تفوق عددهن مقارنة بالذكور في مرحلة التعليم العالي«. وشدد الرئيس على ضرورة التكامل بين السياسات العمومية التي تنتهجها الحكومة والأنشطة المحققة من أجل التنمية حتى يتم تجسيد الأهداف المسطرة التي »ينبغي أن لا يتأخر«، ومن جهة أخرى ربط الرئيس الاحتفالات بعيد المرأة بالظرف الزمني المتميز الذي تمر به الجزائر، مؤكدا أن احتفالنا هذه السنة ليس ككل السنوات، ذلك أن هذه السنة ستطفئ فيها الجزائر الشمعة الخمسين لاستعادة حريتها وسيادة شعبها وتوقد الشمعة الحادية والخمسين على طريق التضامن والوفاء والوحدة الوطنية. كما قام رئيس الجمهورية خلال هذا الحفل بتكريم عددا من المجاهدات وأرامل الشهداء وإطارات وممثلات بعض شرائح المجتمع تقديرا لكفاحهن المرير ضد الاستعمار الفرنسي ولإسهاماتهن المتميزة في ترقية حقوق المرأة وتعزيز التنمية، وباسم النساء الجزائريات تقدمت الوزيرة المنتدبة للأسرة وقضايا المرأة نوارة سعدية جعفر بإهداء لوحة فنية لرئيس الجمهورية إكبار وعرفانا له بدعمه لقضايا وشؤون المرأة في مختلف المواقع.