حول ردود الفعل التي صاحبت إصدار محكمة جنايات القاهرة، أمس، أحكامها ضد رموز من النظام السابق، كان أبرزهم الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، أكّد محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، ومرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزبها للانتخابات الرئاسية، أن دماء الشهداء دين فى رقبته، ويجب تقديم أدلة اتهام حقيقية، وتحقيق قضائي على أعلى مستوى، قائلا إنّ القصاص العادل هو مطلب أهالي الشهداء. كما تعهّد مرشح حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان، بتقديم أدلة جديدة وافية للقضاء فى حال فوزه بالرئاسة بإعادة محاكمة مبارك وأبنائه وأركان نظامه، كما طالبت حملة مرسي، بإعادة محاكمة حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي والآخرين الذين حوكموا معهما بأدلة واضحة، وقال الحزب الإسلامي على لسان ياسر علي المتحدث باسم حملة انتخاب مرسي، إنّ الأحكام الصادرة هزلية. أمّا أحمد شفيق، مرشّح الرئاسة الآخر، فقد أعرب عن احترامه لأحكام القضاء، مؤكّدا على أن منهجه إذا ما حصل على ثقة الشعب، فسيكون احترام القانون وتعزيز استقلال القضاء وأنه كمرشح لرئاسة الجمهورية يؤكد إصراره على قبول كل حكم قضائي . وأضاف أحمد شفيق في بيان له أمس، عقب صدور الأحكام في قضية محاكمة الرئيس السابق ووزير الداخلية الأسبق وآخرين، أنّ أيّ رئيس قادم للدولة لابد أن يمعن النظر ويعي الدرس التاريخي، موضحا أنّه ليس من حقه أن يعلّق على أحكام القضاء، وأشار إلى أنّ الحكم الصادر يعنى أنه لا أحد فوق المساءلة إذا رأى القانون ذلك، غير أنّه اعتبر أنّ الجهات الوصيّة بتطبيق القانون تحتاج إلى مزيد من الدعم لكي تتمكن من تطبيق العدالة على خير وجه. من جهته، أكّد أحمد ماهر، المنسق العام لحركة شباب »6 أبريل«، أن الحكم ببراءة معاوني العادلي ونجلي مبارك والسجن المؤبد لمبارك والعادلي، كانت متوقعة، وأنّها تعيد الثورة للصفر مرة أخرى، وتجعل المصريين يعيدون الكره لثورة جديدة وفق قواعد جديدة للعبة وإستراتيجية جديدة، مشيرا إلى أن الحركة ستتحول لحركة مقاومة لفساد النظام، كما كانت قبل الثورة بعد نجاح مخطط »الثورة المضادة« فى إجهاض ما تمّ تحقيقه من قبل الشباب المصري. وأشار المتحدّث، إلى أنّ أحداث المحاكمة من أولها توضح أن النظام لم يسقط بعد وأن المجلس العسكري خدع الشعب المصري بقوله إنّه حمى الثورة، في حين كان يخطّط لإجهاض الثورة وعودة النظام السابق عبر تبريد وتفكيك الثورة لمدة عام ونصف، ومن ثمّ وصول شفيق للحكم وتشويه الحركات الثورية بما فيها »6 إبريل« واتهامهم بالخيانة والعمالة حتى ينصرف الشارع من حولها. إلى ذلك، قال مرشح الرئاسة الإسلامي المعتدل، عبد المنعم أبو الفتوح، والذي خرج من الجولة الأولى للانتخابات الشهر الماضي، إنّ براءة مساعدي العادلي وأبناء مبارك هي براءة لسلطتي القمع والفساد التي ما زالت تحكم مصر، وأنّ التقصير المتعمد في تقديم الأدلّة يستوجب إعادة المحاكمة.