أكد رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن أزيد من 98 بالمائة من حاملي البكالوريا قاموا بتأكيد تسجيلاتهم الجامعية عبر مواقع الانترنيت مبرزا السير الجيد للعملية، ونفى الوزير وجود أي عجز في المقاعد البيداغوجية أو هياكل الإيواء لاستقبال الطلبة الجدد، قائلا "وفرنا 320 ألف مقعد بيداغوجي مقابل 260 ألف طالب جديد و154 ألف سرير لإيواء 130 ألف طالب. عرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي نهاية الأسبوع المنقضي في ندوة صحفية حصيلة التسجيلات الجامعية لحاملي البكالوريا الجدد، والإجراءات المتخذة لضمان دخول جامعي في أحسن الظروف، موضحا بأن التسجيل باستعمال عن طريق المواقع الالكترونية التي خصصتها الوزارة لهذا الغرض تم بنجاح كبير سواء بالنسبة للتسجيلات الأولية أو في تأكيد التسجيل مستغربا الانتقادات التي واجهتها العملية، قائلا"ربما لم نصل إلى مستوى بعض الدول المتقدمة لكننا نجحنا في التحكم في هذه التقنية وأصبحنا في المقدمة إفريقيا"، مضيفا بأن الوزارة اتخذت كل الاحتياطات ووفرت جميع التجهيزات الضرورية لتلقي استمارات الرغبات، وتوجيه الطلبة حسب معايير ومقاييس تحددها معدلات الطلبة وهو ما يضمن شفافية التوجيه وتكافؤ الفرص بالنسبة للجميع لأن الحاسوب وحده الذي يحدد عملية التوجيه دون تدخل من أحد. وكشف المسؤول الأول عن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي أن الوزارة وبالموازاة مع التجهيزات الموجودة على مستوى المعهد الوطني للإعلام الآلي الذي يعد مركز العمليات الذي يتلقى استمارات التسجيل التي يبعث بها الطلبة، قامت بتخصيص تجهيزات أخرى في مكان سري تقوم بنفس العملية لتفادي أي طارئ أو ضياع أو فقدان أي معطى أو استمارة في حال حدوث عطب أو خلل ما على مستوى المعهد الوطني للإعلام الآلي، فضلا عن تجهيزات أخرى في مكان ثالث مهمتها حفظ كل المعطيات حول استمارات الطلبة لحظة تعبئتها. وعن عملية التسجيل الأولي أكد الوزير أنها أسفرت عن إيداع 253 ألف و823 بطاقة رغبات من أصل 259 ألف و893 طالب أي بنسبة 97.66 بالمائة وبفارق يقدر ب6070 طالب، بينما أكد أن نسبة الطلبة الذين قاموا بتأكيد التسجيل قد تجاوزت 98 بالمائة صباح أول أمس الخميس، وأن عدد الطلبة الذين لم يؤكدوا التسجيل لا يتجاوز 4000 آلاف طالب منهم الذين اختاروا تخصصات أخرى غير التخصصات الجامعية مثل الالتحاق بمؤسسات وهيئات الجيش الوطني الشعبي وكذا الطلبة الذين تحصلوا على شهادة البكالوريا لأكثر من مرة بهدف الحصول على معدل أعلى والتسجيل في تخصص آخر، وأضاف الوزير أنه قرر تمديد تأكيد التسجيلات إلى اليوم لمنح فرصة أخرى للطلبة للتسجيل كما لم يستبعد قبول تسجيلات الطلبة بعد انتهاء الآجال في حال وجود مانع ما. وأشار الوزير إلى أن ارتفاع معدلات حاملي شهادة البكالوريا لهذه السنة حال دون توجيه كل الطلبة إلى التخصصات التي يرغبون فيها مثل شعبة الطب، حيث لا يتجاوز عدد المقاعد البيداغوجية لهذا التخصص 12 ألف مقعد على المستوى الوطني في حين أن عدد الطلبة الحائزين على تقدير جيد جدا وجيد 12 ألف طالب. وفي سياق ذي صلة وفي تطرقه إلى ظروف استقبال الطلبة الجدد في الموسم الجامعي المقبل أكد الوزير أنه لن تواجه الجامعة أي عجز من هذه الناحية لوجود 320 ألف مقعد بيداغوجي خصصت لاستقبال الطلبة الجدد الذين لا يتجاوز عددهم 260 ألف طالب، كما أشار إلى وجود فائض في عدد الأسرة المخصصة لإيواء الطلبة بعد أن حصلت الوزارة على 84 ألف سرير جديد واستعادة 70 ألف سرير آخر أي بمجموع 154 ألف سرير في حين أن نسبة إيواء الطلبة تقدر ب50 بالمائة أي 130 ألف طالب جديد مسجلا فائضا ب24 ألف سرير. كما نفى الوزير وجود أي عجز في التأطير وفي الأساتذة مؤكدا بأن الجامعة الجزائرية انتقلت إلى مرحلة البحث عن النوعية وليس العدد، وقال إن الجامعة الجزائرية سجلت لأول مرة نسبة 20 بالمائة بروفيسورا وأستاذا محاضرا لتأطير طلبة الماجستير، وأن الإشكال الذي كان مطروحا في السابق هو عدم توفر سكنات لإيواء الأساتذة الذين يتنقلون للتدريس في المراكز الجامعية في الجنوب والولايات الداخلية، لكنه وبداية من الموسم الحالي فإن الوزارة وفرت سكنات لاستقبال هؤلاء الأساتذة، كما أشار إلى أن 10 بالمائة من الأساتذة يتفرغون سنويا لإعداد بحوثهم و520 منحة سنويا للأساتذة المساعدين الذين هم بصدد إنهاء اطروحاتهم لمدة 18 شهرا مع الاحتفاظ بمرتباتهم. وفي حديثه عن نظام "أل أم دي" (ليسانس-ماستر-دكتوراه) دافع حراوبية عن هذا النظام الجديد الذي يخص "مصداقية" الشهادات الجزائرية لا سيما في الخارج، كما أعلن عن التوقيع لاحقا على اتفاقية من أجل رفع وتيرة الإنترنيت بالمراكز والمؤسسات المخصصة لنظام "أل أم دي"، وعن فتح أقسام تحضيرية للالتحاق بالمدارس والمعاهد الوطنية الكبرى. و في رده عن سؤال حول الزيادة في منحة الطالب اكتفى الوزير بالقول أنه ينبغي "بحث هذه المسألة من جميع الجوانب" مضيفا أن هذا الموضوع يؤدي إلى الحديث عن أسعار النقل و الإطعام و الإقامة التي "تبقى رمزية". وأكد حراوبية أن التكفل بالطلبة يكلف الوزارة 185.000 دج لكل طالب. ومن جهة أخرى أشار الوزير إلى أن المباحثات بشأن مختلف الملفات متواصلة بين نقابات القطاع و الوزارة في إطار "مسؤول" و "راشد" مؤكدا أن الأولوية تخص لا سيما المستوى المعيشي و أجور الأساتذة إلى جانب مكانتهم بالمجتمع.