يستمع اليوم القاضي الفرنسي بودوان توفونو المكلف بمتابعة قضية اغتيال المحامي الجزائري علي مسيلي، إلى الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حساني الذي ألقت عليه السلطات الفرنسية القبض بمرسيليا منتصف الشهر الجاري بتهمة ضلوعه في قضية الاغتيال، وسيمثل حساني أمام العدالة الفرنسية بعد أيام قليلة من زيارة مدير جهاز الاستخبارات في الإليزيه برنار باجولي للجزائر واعترافه بالخطأ الذي وقعت فيه السلطات الفرنسية بإلقائها القبض على حساني. ليلى.س تستأنف اليوم العدالة الفرنسية التحقيق مع الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حساني الموجود تحت الرقابة القضائية منذ أزيد من عشرة أيام بعدما ألقت عليه السلطات الفرنسية القبض بمرسيليا منتصف الشهر الجاري ووجهة له تهما بالضلوع في اغتيال المحامي علي مسيلي، ومن المنتظر أن يواصل القاضي بودوان توفونو المكلف بالقضية جلسات التحقيق مع محمد زيان حساني بحضور محامييه الجزائري و الفرنسي ووسط اهتماما بالغ توليه السلطات الجزائرية للقضية حيث سارعت إلى تشكيل خلية أزمة على مستوى وزارة الخارجية الجزائرية، قامت مصالح السفارة الجزائرية بفرنسا بتقديم الأدلة اللازمة التي تثبت تعرض الدبلوماسي الجزائري إلى الإهانة، بالموازاة مع تعيين المصالح الدبلوماسية الجزائرية في باريس مجموعة من المحامين للدفاع عن المتهم. ومن المتوقع أن تفضي جلسة اليوم عن تطورات جديدة في القضية بعد سلسلة الإجراءات التي اتخذتها السلطات الجزائرية من ضمنها تقديم سلسلة من الأدلة التي تثبت براءة الدبلوماسي الجزائري وتعرضه للإهانة من طرف السلطات الفرنسية، وكان وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة قد صرح قبل أسبوع بخصوص تطورات القضية أن الجزائر قد تفادت إثارة الجدل في قضية الدبلوماسي الجزائري، مضيفا أن الدولة تركت فرصة إنصافه للمحكمة الفرنسية التي ستثبت دون شك تعرضه للإهانة، كما أشار ذات المتحدث إلى أن مثل هذه القضايا كثيرة الحدوث ولا تتطلب صخبا كثيرا في معالجتها. ورفض بوكرزازة الخوض في الإجابة عما إذا كان محمد زيان حساني فعلا متورطا في قضية اغتيال المحامي علي مسيلي، مكتفيا بالقول إن المحكمة الفرنسية ستنصفه فيما يخص الإهانة التي تعرض لها خلال التحقيق، دون أن يتطرق إلى ما إذا كانت هذه المحكمة ستثبت أيضا براءته أم لا. وتم الإفراج عن حساني بعد ساعات من اعتقاله حيث سيظل في باريس في انتظار المداولة التي تجريها قريبا العدالة الفرنسية، في وقت تبدي فيه باريس حرصها على حل القضية بطريقة ودية، وهو ما عكسته الزيارة السرية التي قادت مدير جهاز الاستخبارات الفرنسي على مستوى قصر الرئاسة الفرنسية، السفير الفرنسي السابق بالجزائر برنارد باجولي، للجزائر في 21 أوت الماضي واللقاء الذي جمعه بوزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، الذي قطع عطلته والتحق بالوزارة لاستقبال ضيفه، وكذا عددا من المسؤولين بالدولة،حيث اعترف باجولي بالخطأ الذي وقعت فيه السلطات الفرنسية،محمّلا مسؤولي جهاز الأمن على مستوى مطار مرسيليا مارينيان، مسؤولية الخطأ، وأيضا القضاء الفرنسي، كما نفى باجولي وجود أي خلفية سياسية أو محاولة للإضرار بالعلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا،متعهدا بتسوية وضعية الدبلوماسي في أقرب الآجال.