أوضح وزير الاتصال عبد الرشيد بوكرزازة، أمس، أن الجزائر قد تفادت إثارة الجدل في قضية الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حساني الذي ألقت عليه السلطات الفرنسية القبض بمرسيليا منتصف الشهر الجاري بتهمة ضلوعه في قضية اغتيال المحامي علي مسيلي، مضيفا أن الدولة تركت فرصة إنصافه للمحكمة الفرنسية التي ستثبت دون شك تعرضه للإهانة. سهام مسيعد عبر عبد الرشيد بوكرزازة لدى إجابته على أسئلة الصحفيين خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بالمركز الدولي للصحافة عقب اجتماع مجلس الحكومة عن أسفه على إقدام السلطات الفرنسية على إهانة الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حساني خلال التحقيق معه على خلفية اتهامه بالضلوع في اغتيال المحامي علي مسيلي، موضحا أن الجزائر حرصت كل الحرص على تفادي إثارة جدل وضجة حول هذه القضية تاركة الفرصة للمحاكم الفرنسية من أجل إعادة الاعتبار لمحمد زيان حساني، كما أشار ذات المتحدث إلى أن مثل هذه القضايا كثيرة الحدوث ولا تتطلب صخبا كثيرا في معالجتها. ورفض بوكرزازة الخوض في الإجابة عما إذا كان محمد زيان حساني فعلا متورطا في قضية اغتيال المحامي علي مسيلي، مكتفيا بالقول إن المحكمة الفرنسية ستنصفه فيما يخص الإهانة التي تعرض لها خلال التحقيق، دون أن يتطرق إلى ما إذا كانت هذه المحكمة ستثبت أيضا براءته أم لا. واستعرض بوكرزازة جملة الإجراءات التي اتخذتها الدولة في هذه القضية مشيرا إلى أن الحكومة قد سارعت إلى الرد المناسب على التهم الموجهة إلى حساني، مضيفا أنه وبعد أن تم تشكيل خلية أزمة على مستوى وزارة الخارجية الجزائرية، قامت مصالح السفارة الجزائريةبفرنسا بتقديم الأدلة اللازمة التي تثبت تعرض الدبلوماسي الجزائري إلى الإهانة، وإلى جانب ذلك – يضيف بوكرزازة- فقد تم تعيين مجموعة من المحامين للدفاع عن المتهم. وفي ذات السياق، أوضح بوكرزازة أن محمد زيان حساني قد تم الإفراج عنه يوم الجمعة- بعد ساعات من اعتقاله- وسيظل في باريس في انتظار المداولة التي تجريها قريبا العدالة الفرنسية التي ستثبت حسب بوكرزازة حتما الخطأ الذي ارتكبته مصالح الأمن الفرنسية في حقه عند إقدامها على معاملته بطريقة مهينة. ومن جهتها حرصت فرنسا هي الأخرى على حل القضية بطريقة ودية حيث أفادت مصادر مطلعة أن مدير جهاز الاستخبارات الفرنسي على مستوى قصر الرئاسة الفرنسية، السفير الفرنسي السابق بالجزائر برنارد باجولي، قد زار الجزائر مؤخرا والتقى بوزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، الذي قطع عطلته والتحق بالوزارة لاستقبال ضيفه، والتقى أيضا عددا من المسؤولين بالدولة،حيث اعترف باجولي بالخطأ الذي وقعت فيه السلطات الفرنسية،محمّلا مسؤولي جهاز الأمن على مستوى مطار مرسيليا مارينيان، مسؤولية الخطأ، وأيضا القضاء الفرنسي، لكن باجولي نفى وجود أي خلفية سياسية أو محاولة للإضرار بالعلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا،متعهدا بتسوية وضعية الدبلوماسي في أقرب الآجال.