دعا سفير الجزائر بباماكو والوسيط الدبلوماسي عبد الكريم غريب عقب اللقاء الذي جمع ممثلي الحكومة المالية والتحالف الديمقراطي 23 ماي لمنطقة "كيدال" شمال مالي الطرفان إلى ضرورة إعطاء الأولوية لتوفير الأمن وتحقيق التنمية في المنطقة، كما جرى الاتفاق من جهة أخرى جرى على عقد اجتماع آخر بوساطة جزائرية في وقت لاحق، إلى جانب استحداث وحدات عسكرية تتكون من أعضاء من الجيش المالي والمتمردين التوارق نهاية سبتمبر المقبل. بعد ثلاثة أيام من التفاوض بين ممثلي الحكومة المالية والتحالف الديمقراطي 23 ماي لمنطقة كيدال شمال مالي، أفضى اللقاء الذي جمع الطرفين في الجزائر منذ الخميس الفارط إلى الاتفاق حول عدة قضايا، أهمها تنشيط هياكل بعث هذا الاتفاق وإطلاق سراح عناصر التحالف المحبوسين وإعادة تشكيل وحدات الأمن الخاصة، حيث اتفق الطرفان على استحداث وحدات عسكرية تتكون من أعضاء من الجيش المالي والمتمردين التوارق نهاية شهر سبتمبر المقبل. ويأتي ضمن هذا السياق أيضا التزام الطرفين بتسهيل عودة عناصر التحالف والأشخاص المبعدين لا سيما من خلال إلغاء مراكز المراقبة العسكرية القائمة بكيدال والتعجيل بتنفيذ برامج إعادة الإدماج والتنمية لصالح المنطقة. ومن ضمن النقاط التي جرى الاتفاق حولها أيضا، مشاركة التحالف في لجنة التحقيق المكلفة بتحديد ملابسات وفاة بعض ضحايا الأحداث الأخيرة. ومن أجل النظر في تفاصيل القضايا المتفق حولها وتقييم مجمل الإجراءات التي تم اتخاذها، قرر الطرفان عقد اجتماع آخر يجمع الحكومة المالية مع التحالف الديمقراطي 23 ماي لمنطقة كيدال بوساطة جزائرية لاحقا، كما نوه المجتمعون بالتقدم الذي حقق منذ لقائهم الأخير المنعقد من 19 إلى 21 جويلية الفارط بالجزائر لاسيما في مجال تعزيز مناخ التهدئة في المنطقة وإطلاق سراح 32 عسكريا ماليا تم سجنهم من طرف التحالف، واغتنم الطرفان الفرصة للتعبير عن شكرهم العميق لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على التزامه الشخصي بالسعي إلى المصالحة بين الأشقاء الماليين وترقية السلام والأمن والتنمية في منطقة "كيدال"، حيث أعرب رئيس وفد التحالف والناطق عنه أحمدا أغ بيبي عن ارتياحه للتقدم المحرز خلال هذا الاجتماع واستئناف تنفيذ اتفاق الجزائر" مؤكدا إرادة "التحالف في مواصلة تطبيق هذا الاتفاق بالرغم من الصعوبات"، وأكد قائلا إنها "لخطوة كبيرة خطوناها اليوم والأيام الموالية ستؤكد ذلك" مضيفا أن "الثقة التي أخذت تترسخ بين الطرفين إنما تخدم مصلحة البلد (المالي) والمنطقة (كيدال). وعقب الاجتماع أبدى عبد الكريم غريب سفير الجزائر في باماكو ارتياحه للنتائج التي توجت هذا اللقاء داعيا إلى الاهتمام بالدرجة الأولى بتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمنطقة كيدال وتنميتها ولدى تقييمه لهذا اللقاء، أوضح غريب أنه يؤكد أن احترام وقف إطلاق النار والهدنة المقررين بموجب اتفاق الجزائر لا يزال ساريا، حيث سيتم نقل العائلات المرحلة إلى مناطقها الأصلية طبقا لتوصيات اللجنة المكلفة بالملف، مشيرا إلى أن "وحدة خاصة أولى ستلتحق بكيدال في ظرف 15 يوما على أن تلتحق بها وحدات أخرى.