خلص اللقاء الذي جمع بين ممثلي الحكومة المالية والتحالف الديمقراطي 32 ماي لمنطقة كيدال على مدار ثلاثة أيام بالجزائر إلى تأكيد الطرفين التزامهما بمواصلة العمل من أجل استتباب السلام والأمن وتحقيق التنمية بمنطقة كيدال. وأبرز الطرفان أن تحقيق الأمن بالشمال المالي يبقى مكفولا بمدى تطبيق اتفاقية الجزائر الموقعة في جويلية ,6002 معربين في الوقت ذاته عن التقدم الذي حقق منذ لقاء المتابعة الثلاثي الذي جرى بالجزائر خلال الفترة الممتدة من 91 إلى 12 جويلية الفارط بالجزائر. والذي أفضى إلى تعزيز مناخ التهدئة في المنطقة وإطلاق سراح 23 عسكريا ماليا تم سجنهم من طرف التحالف. وأفضى هذا الاجتماع الذي بدأ منذ الخميس الماضي تحت إشراف سفير الجزائر بمالي عبد الكريم غريب إلى اتفاق طرفا النزاع على رزنامة تهدف لتنشيط هياكل بعث اتفاق الجزائر وإطلاق سراح عناصر التحالف المحبوسين وإعادة تشكيل وحدات الأمن الخاصة، إضافة إلى تسهيل عودة عناصر التحالف والأشخاص المبعدين، وذلك من خلال إلغاء مراكز المراقبة العسكرية القائمة بكيدال والتعجيل بتنفيذ برامج إعادة الإدماج والتنمية لصالح المنطقة. وفي السياق ذاته، توصلا الطرفان إلى قرار يقضي بمشاركة المتمردين الطوارق في لجنة التحقيق المكلفة بتحديد ملابسات وفاة بعض ضحايا الأحداث الأخيرة، حيث التزم في هذا الشأن الطرفان على التعاون بشكل وطيد من أجل الحفاظ على السلم والأمن في المنطقة وتوفير الظروف الملائمة لعودة الأشخاص المبعدين وكذا إزالة الألغام في المناطق حيث زرعت، إضافة إلى توصلهما لعقد اجتماع ثلاثي يضم كلا من الحكومة المالية وتحالف الطوارق والجزائر باعتبارها وسيطا في الأيام القادمة لتقييم مجمل الإجراءات التي تم اتخاذها. وبخصوص النتائج التي تم التوصل إليها خلال هذه الجولة من المفاوضات، أعرب عبد الكريم غريب عن ارتياحه لما أثمره هذا اللقاء، مشيرا بأن الأولوية تبقى تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمنطقة كيدال وتنميتها، ومبينا أن هذا اللقاء يرمي إلى التأكيد أن احترام وقف إطلاق النار والهدنة المقررين بموجب اتفاق الجزائر لا يزالا ساريان، وكاشفا أنه سيتم نقل العائلات النازحة إلى مناطقها الأصلية طبقا لتوصيات اللجنة المكلفة بالملف، إضافة إلى أن وحدة خاصة أولى ستلتحق بكيدال في ظرف 51 يوما على أن تلتحق بها وحدات أخرى. ومن جانبه اعتبر وزير الإدارة الإقليمية والجماعات المحلية المالي كافوغونا كوني أن هذا الاجتماع يعد خطوة كبيرة في التقارب بين الحكومة المالية والتحالف '' من خلال التزام الطرفين '' بالتعاون ضد عدو مشترك ألا وهو التخلف '' . أما رئيس وفد التحالف والناطق باسمه أحمدا أغ بيبي فقد أبدى هو الآخر ارتياحه للتقدم المحرز خلال هذا الاجتماع، مجددا إرادة المتمردين الطوارق في مواصلة تطبيق هذا الاتفاق بالرغم من الصعوبات.