أمرت المحكمة الإقليمية العسكرية بمدينة نانسي الفرنسية أول أمس بدفع تعويضات المعاشات التقاعدية لأحد الجنود الفرنسيين اللذين تضرروا - أثناء تأدية خدمتهم- من الإشعاعات التي أنتجتها التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية . سهام مسيعد في وقت يرفض فيه المسؤولون الفرنسيون الاعتراف بجرائمهم الوحشية في الجزائر التي راح ضحيتها آلاف المواطنين الجزائريين الأبرياء، أكدت جريدة " لوموند " الفرنسية في عددها الصادر أمس أن المحكمة الإقليمية العسكرية بمدينة نانسي الفرنسية قد قضت بأحقية الجندي الفرنسي السابق " جنيه أندريه جنيكس" في الحصول على تعويضات المعاشات التقاعدية إثر تعرضه للإشعاعات النووية خلال تجارب القنبلة الذرية التي أجرتها فرنسا في صحراء الجزائر . جينيكس الذي تعرض للإشعاعات النووية بعد جراء تواجده في الخدمة جنوبالجزائر، قدر الأطباء مستوى العجز الناجم لديه عن هذه الإشعاعات ب 40 بالمائة، وهو ما يفتح له الحق- حسب المحكمة - في الحصول على التعويضات وإلى جانب ذلك فإن جنيكس يعاني أيضا من أمراض جلدية واكتئاب متواصل. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المرة هي الخامسة عشر التي تقر فيها المحاكم الفرنسية بأحقية مدنيين وعسكريين - كانوا يعملون لحساب فرنسا- في الحصول على تعويضات بسبب تعرضهم للإشعاعات النووية أثناء التجارب الفرنسية في الجزائر عام 1960 وبولينيزيا عام 1966. الحكم بتعويض الجندي الفرنسي السابق جنيكس، يعكس وجود مفارقة كبيرة في سياسة باريس التي تتعامل بها مع ملف التعويضات على الجرائم الاستعمارية البشعة التي ارتكبتها في الجزائر، ففي الوقت الذي تقر فيه محكمة فرنسية بضرورة تعويض من تعرض -من أبناء فرنسا دون سواهم - لمثل هذه الجرائم، تغض الدولة الطرف عن آلاف الجزائريين اللذين مازالوا يحملون آثار جرائمها الوحشية في ذكرياتهم وعلى أجسادهم. كما أن فتح محكمة فرنسية لقضية التعويض على جرائم فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية، وفي الجزائر على الخصوص، يعد خطوة نحو الأمام في انتظار اعتراف المسؤولين الفرنسيين بما اقترفت فرنسا في الجزائر وتعويض آلاف الجزائريين اللذين تضرروا من سياستها الاستعمارية. وكانت دراسة فرنسية قد أكدت أن سلطات الاستعمار الفرنسية استخدمت 42 ألف جزائري "فئران تجارب" في تفجيرها أولى قنابلها النووية في صحراء الجزائر في 13 أكتوبر 1960 و27 ديسمبر من العام نفسه. وقالت الدراسة التي أعدها باريلو إن فرنسا أجرت التجربتين المذكورتين في بلدة الحمودية وجبل عين عفلى التابعتين لمنطقة رقان (أقاضي الجنوبالجزائري).