أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما أمام حشد مبتهج من أنصاره في شيكاغو أن "التغيير أتى إلى أمريكا". وأكد أن انتخابه هو "الرد" على "أي شخص مازال يشكك في أن أمريكا مكان فيه كل شيء ممكن". وهنأ خصمه المهزوم الجمهوري جون ماكين على الحملة الطويلة والشاقة التي خاضها. وقال الرئيس القادم "إن الأمريكيين بعثوا برسالة إلى العالم مفادها أننا لم نكن مطلقا مجرد مجموعة من الولايات الحمراء (لون الحزب الجمهوري) والولايات الزرقاء (لون الحزب الديمقراطي) فنحن وسنظل دوما الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأضاف "إذا كان هناك من يشك بالحلم الأميركي، فالأميركيون بعثوا رسائل إلى العالم تقول إننا لسنا مجموعة أشخاص من العالم بل إننا الولاياتالمتحدة" وتابع "نحن نضع أيدينا على عتبة التاريخ الليلة بفضل ما حققناه فقد وصل التغيير إلى أميركا". وركز أوباما في كلمته على التحديات المستقبلية التي تواجه بلاده داخليا وخارجيا. وقال إن "الطريق أمامنا طويل والمرتفعات عالية" حيث تعاني البلاد "من حربين وأسوأ أزمة مالية في هذا القرن". وشدد في خطابه على قيم الأمل والوحدة الوطنية وقال "أحمل أملا كبيرا أننا سنتجاوز ذلك وسنصل إلى هدفنا". وأشار الرئيس المنتخب إلى أن الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد لا تحل فقط عبر شارع المال (وول ستريت) إذا كان المواطن الأميركي نفسه متضررا. وأكد أن أمريكا في ولايته ستقاتل من يقاتلها وستسالم من يسالمها. وذكر أوباما في خطابه التحديات التي تواجه الأمريكيين مثل حرب العراق وأفغانستان والأوضاع الاقتصادية الصعبة. وأضاف أوباما "سيكون الطريق أمامنا طويل وسنتسلق منحدرات صعبة وربما لا نصل إلى هناك في عام أو حتى في فترة ولاية واحدة، ولكن يا أميركا لم تحدوني آمال أكثر من التي تحدوني الليلة بأننا سنصل إلى هناك". وأقر المعسكر الجمهوري بهزيمة مرشحه جون ماكين، وقال الأخير في خطاب أمام أنصاره في أريزونا إنه اتصل بأوباما وأبلغه تهانيه بانتخابه، وتعهد بالعمل معه. وذكر البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش اتصل بالديمقراطي أوباما لتهنئته على الفوز بانتخابات الرئاسة، ودعاه وأسرته لزيارة البيت الأبيض قريبا. ونقلت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو عن بوش قوله لأوباما "إنك بصدد الذهاب في واحدة من أعظم الرحلات في حياتك أهنئك واذهب واستمتع". وسيؤدي أوباما اليمين ليصير الرئيس ال44 للولايات المتحدة يوم 20 جانفي 2009. ويكون بذلك قد سطر اسمه بالتاريخ الأمريكي بشكل غير مسبوق. ويأتي من الولاية ذاتها التي شهدت قبل 145 عاما قدوم الرئيس أبراهام لينكولن الذي قام بتحرير العبيد. يُذكر أن العملية الانتخابية شهدت إقبالا كبيرا غير مسبوق، إذ وقف الناخبون طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع وانتظروا ساعات للإدلاء بأصواتهم.