من المرتقب أن يقوم الشاذلي بن جديد بنشر مقال صحفي يوم الخميس القادم لتوضيح أفكاره أكثر. بعد الجدل الذي أثاره مؤخرا. فمنذ تقديمه استقالته للمجلس الدستوري في يناير 1992 ، لم نعرف ولم نسمع عن الرئيس السابق السيد الشاذلي بن جديد سوى شيئين اثنين : قام بجولة للعلاج في دولة أوروبية، وهو بصدد كتابة مذكراته، التي يرتقب الجميع صدورها. كذلك شاهد الجزائريون الرئيس الشاذلي بن جديد في حفلات الإستقبال التي يقيمها الرئيس بوتفليقة جنبا إلى جنب مع بوتفليقة ومع الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، وهي ظاهرة لقيت استحسانا كبيرا حتى من قبل الدول العربية ووسائل الإعلام الدولية ناهيك عن عموم الشعب الجزائري. ومؤخرا خرج الشاذلي بن جديد في ولاية الطارف بمحاضرة استغرقت ثلاث ساعات، أدلى خلالها بتصريحات مثيرة للنقاش والجدل، خاصة فيما يتعلق بالنظام البرلماني الذي قال أنه كان يرغب في تأسيسه، وقضية " ضباط فرنسا " الذين قال عنهم أنه نادم على تأييدهم، ومسألة توقيت مثل هذه التصريحات. المسألة اليوم ، وبعد تعديل الدستور ، وعشية الإنتخابات الرئاسية ، أن كل تصريح أو مذكرات أو مقال من شخصية بحجم الشاذلي بن جديد، ستكون محل تركيز إعلامي وهذا مفهوم، لكن الحاصل أن بعض الصحف راحت تقرأ تصريحات الرئيس السابق الشاذلي بن جديد ، في سياق " معارض " لتعديل الدستور الذي صادق عليه البرلمان الجزائري بأغلبية 500 صوت يوم 12 نوفمبر الماضي. وقد يكون بن جديد قاصدا ذلك فعلا، وقد يكون بريئا مما يكتبون. وانجرت صحف أخرى وراء هذه القراءة وراحت ترد للشاذلي بن جديد الصاع صاعين ، وربما لم يكن الشاذلي يقصد ما قالته تلك الصحف. وهنا دخلنا مرحلة التوظيف والتوظيف المضاد لتصريحات شخصية من وزن رئيس جمهورية سابق، كل من موقعه ومنطلقه السياسي. والقضية الأخرى هو أن بعض " ضباط فرنسا " المعروفين بتعاملهم مع الصحافة ، قد يلجأون للرد على تصريحات الشاذلي، وهو ما سيخلق جدلا كبيرا على موضوع حساس، فخالد نزار مثلا، وهو محسوب على هؤلاء، قد يرد على الشاذلي، مثلما فعل في وقت سابق مع علي كافي رئيس المجلس الأعلى للدولة، في ملحمة إعلامية وسياسية تحولت إلى ملحمة قضائية شهدتها محكمة بئر مراد رايس. إنها قراءات صحفية، قد تكون صحيحة، وقد تكون خاطئة، فالشاذلي قد يكون محل توظيف سياسي فعلا، كما قالت بعض الصحف، ويمكن أن يكون يعني ما يقول، لذلك واستنادا لبعض المصادر سيقوم الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد بتوضيح أفكاره والجدل الذي أثارته يوم الخميس القادم في مقال تنشره صحيفتان يوميتان. حينها تتضح الرؤيا، ويبين الخيط الأبيض من الأسود .