تدخل الرئيس الأسبق، الشاذلي بن جديد، أمام المجاهدين في ملتقى القاعدة الشرقية الذي عقد بالطارف، يثير العديد من علامات الإستفهام ! فالرجل سكت 20 سنة كاملة، فماذا أنطقه اليوم؟! ولماذا نطق بهذه الحدة؟! قد يكون واجب التحفظ الذي التزم به الشاذلي طوال هذه المدة هو الذي جعل الذي يسوى والذي لا يسوى يفتح النار عليه وهو يلازم الصمت .. وقد حان الوقت لأن يقول ويصبح لقوله معنى ! فقد قال عنه الرئيس بوتفليقة بأنه جلس مع ميتران 10 ساعات وهو لا يستطيع أن يتحدث أكثر من 10 دقائق ! وسكت الشاذلي .. وقال بن بله ما قال ولم يرد ! .. وقال عنه خالد نزار وزير دفاعه في كتابه ماقال ولم يرد الشاذلي !.. والحق يقال أن الرجل تعرض لهجومات من طرف الساسة والصحافة ما لم يتعرض له أي مسؤول من قبله ومن بعده وتحمل .. وكل هذا يعطيه الحق في أن يقول ما قال رغم خطورة ما قال ! لكن مع ذلك كيف نفهم ما قاله الشاذلي في سياقه حين يقول بأنه كان يريد بناء نظام برلماني بعد أحداث أكتوبر .. والحال أنه نظم رئاسيات العهدة الثالثة لنفسه، ثم شرع في الإصلاحات بعد ذلك ؟! أي أنه استثنى نفسه من الإصلاح وتركه يشمل الباقين ! ثم كيف نفهم قوله بأن 5 أكتوبر كان عملية مرتبة من طرف أعداء الإصلاحات .. والحال أن الرئيس الشاذلي اتخذ 5 أكتوبر كقاعدة لإصلاحات، بل واعتبر 5 أكتوبر ثورة وطنية جديدة فأصدر عفوا عن المساجين في الأحداث وعوض الضحايا تعويضا مزجيا وأطلق يد صانعي 5 أكتوبر في الحياة السياسية بعد ذلك ! وكيف نفهم خطاب الشاذلي في 19 سبتمبر في قيادة الأفلان، أي 15 يوما قبل الأحداث ! ثم كيف نفهم قول الشاذلي أن خالد نزار بعثه الباءات الثلاث ليتجسس عليه وهو يعرف ذلك من أيام الثورة .. ومع ذلك يعينه رئيسا للحصار بعد أحداث أكتوبر 88 ثم يعينه وزيرا للدفاع بعد ذلك؟! ثم هل ما قال له الشاذلي بخصوص إعدام شعباني الهدف منه هو قول الحقيقة للناس أم أن الأمر له علاقة بالسياسة وبالأمور الجارية اليوم ! لسنا ندري ؟! ومع ذلك وفي جميع الحالات فإن ماقاله الشاذلي في ملتقى القاعدة الشرقية يجب أن يقال .. ومن حقه أن يقول .. بل ومن حقنا أن نعرف ماحدث حتى ولو كان الأمر يمكن أن تكون له تداعيات على المواعيد الإنتخابية القادمة ! من حق الشاذلي أن يتكلم بعد صمت طويل ومن حقنا أيضا بل من واجبنا أن نستمع إليه ونفهم أو حتى نتفهم ما يقول ..لأنه سكت كثيرا حيث تكلم الناس عنه الكثير بالحق وبغير حق أحيانا.