لم يكن أعظم المحللين العالميين يتوقع أن تنتهي العهدة الرئاسية لجورج بوش بالشكل المخزي الذي انتهت به في بغداد، بعد أن ضربه الصحفي العراقي زيدي منتظري بحذائه أمام كاميرات العالم .. بينما كان بوش يتجنب إصابته في الوجه مثلما يفعل ممثلو أفلام الويسترن الأمريكية. في الوقت الذي سيخرج فيه بوش من الحكم بإهانة شهد عليها العالم أجمع، سيدخل زيدي منتظري التاريخ من بابه الواسع. إنه يشبه رئيس الإتحاد السوفييتي خروتشوف الذي ضرب بحذائه على طاولة مجلس الأمن عام 1956 مهددا العدوان الثلاثي على مصر بالتراجع في ظرف 24 ساعة، وإلا استخدم الصواريخ العابرة للقارات. إن حذاء زيدي لا يقل قوة عن صواريخ خروتشوف. حذاء زيدي يحمل دلالات سياسية لا متناهية .. أقلها دلالة ليست سوى " الفشل الأمريكي الذريع " في العراق .. وفشل نظام الحكم الموالي لواشنطن . سوف تسقط جميع التحليلات وجميع المعطيات التي تريد تبييض الإحتلال الأمريكي للعراق .. إنها تحت حذاء زيدي منتظري ، مثلما أصبحت الديمقراطية تحت عجلة الدبابة الأمريكية تماما. بدون شك سوف يطلق عديد من الناس الذين أشفى زيدي غليلهم بجرأته على ضرب " رئيس العالم " أمام كاميرات القنوات الدولية ، إسم زيدي منتظري على أبنائهم مثلما فعلوا مع الرئيس الراحل صدام حسين الذي تم شنقه قبل سنتين من قبل حكومة المالكي. إن حذاء زيدي منتظري سوف يصبح أكثر سمعة وأكثر شعبية وأكثر رمزية في الأمة العربية، سوف يضاهي في رمزيته حجارة أطفال الحجارة في غزة بفلسطين، سوف يتغنى به الشعراء مثلما تغنوا بحجارة الطفل الفلسطيني، عندما قالوا : " إن حجارة غزة أشرف من السلاح العربي " . قال لي صديق، إن حذاء زيدي منتظري يجب أن يباع في المزاد العلني، في مزايدة دولية ، تتنافس عليه أشهر متاحف العالم، وسوف يكتب تحته : " الحذاء الذهبي الذي ضرب أشهر رئيس دموي في العالم " . في ثقافتنا العربية الإسلامية نقول : " إن خير الأعمال خواتمها " وعادة ما ندعو الله بحسن الخاتمة. وخاتمة بوش هي أسوأ من خاتمة صدام حسين الذي استشهد بطلا. المشكلة التي ستواجه الصحفيين الآن، أن جميع الرؤساء الدكتاتوريين سوف يلزمونهم بدخول الندوات الصحفية بدون أحذية، خوفا من الإقتداء بزيدي. [email protected]