أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن الحل للاحتقان الحالي في لبنان يتمثل في نقطتين "إلغاء قرارات الحكومة الأخيرة بشأن شبكة اتصالات حزب الله والاستجابة لدعوة الحوار الوطني التي وجهها رئيس البرلمان نبيه بري". وقال نصر الله في كلمة ألقاها عصر أول أمس الخميس وأعقبها بمؤتمر صحفي إن الحكومة تجاوزت "الخطوط الحمراء" عندما اتخذت هذه "القرارات السوداء في تلك الليلة الظلماء"، معتبرا أن المساس بشبكة اتصالات حزب الله مساس بسلاح المقاومة. كما أكد أن "سلاح الحزب سيستخدم في الدفاع عن السلاح"، معتبرا أن ذلك لا يعني نكثا لوعد يقطعه مرارا بألا يستخدم سلاح المقاومة في داخل لبنان، وأوضح أنه عندما يهدد اليوم بذلك فلأنه يعتبر أن السلاح في هذه الحالة يستخدم ضد من يعملون للتخلص من سلاح المقاومة لصالح "العدو". واستبعد الأمين العام لحزب الله أن تؤدي الأحداث الجارية في لبنان إلى حرب سنية شيعية، وقال إنه تم تجاوز المخاوف من فتنة طائفية، مشيرا إلى أن المواجهة الآن بين طرفين "المشروع الوطني والمشروع الأميركي الإسرائيلي". وجاءت كلمة حسن نصر الله قبل وقت قليل من كلمة مرتقبة لزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وبعد ساعات من تحذير أصدره الجيش اللبناني من أن وحدته ستكون معرضة للخطر إذا استمرت الأزمة التي يمر بها لبنان حاليا، في الوقت الذي تدخل فيه الجيش لفض اشتباكات جديدة بين أنصار السلطة والمعارضة. ومن جهتها قالت قوى 14 آذار إنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء "الانقلاب المسلح الذي يقوم به حزب الله بوحي من إيران" بعد صدامات في بيروت بين أنصار المعارضة وأنصار الأكثرية على خلفية إضراب عمالي، خلفت عددا من الجرحى وذكّرت لوهلة بلبنانَ الحرب الأهلية. وقد بدأ الأمر بإضراب دعا إليه الاتحاد العمالي العام الذي طالب برفع الحد الأدنى للأجور الذي لم يتغير منذ 1996، إلى ستمائة دولار. ومضى الإضراب قدما رغم قرار حكومي برفع الأجور من مائتين و330 دولارا, وتركز بالأحياء الشيعية أساسا لكن غالبية السكان لزمت بيوتها خشية وقوع تجاوزات. وتطور الإضراب -الذي كان التجاوب معه بحسب الولاءات السياسية للنقابات- إلى صدامات بأحياء رأس النبع والنويري وبربور المتاخمة لشارع كورنيش المزرعة, بين المعارضة ممثلة ب حزب لله وحركة أمل وبين الأكثرية, سمعت خلالها أصوات أعيرة نارية وانفجارات قذائف صاروخية, لكن لوقت قصير فقط. وقطع المحتجون الطريق الرئيسي المودي إلى المطار حيث تعطلت عشرات الرحلات لبعض الوقت، كما سدوا الطرق الموصلة إلى قلب العاصمة بالأتربة والإطارات المشتعلة، وأقفلت معظم المدارس.