من المتوقع أن يتولى سعد الحريري رئيس حزب المستقبل رئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة المنتظر الإعلان عنها قريبا في انتظار تحديد معالم الطاقم الحكومي وتشكيلته الحزبية. وفي هذا السياق أجرى الزعيمان السياسيان سعد الحريري وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ليلة الخميس إلى الجمعة لقاء هو الأول من نوعه بين الرجلين منذ قرابة العام تناول بالأساس مسألة تركيبة الحكومة القادمة ودور المعارضة فيها وما إذا كان حزب الله سيصر على الثلث المعطل الذي أصر عليه في الحكومة السابقة التي قادها فؤاد السنيورة. وجاء في بيان صدر بعد انتهاء الاجتماع أن المحادثات تناولت مختلف الاحتمالات المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة خلفا للحكومة السابقة التي انتهت مهمتها بعد انتخاب البرلمان الجديد في السابع جوان الجاري. ولكن الحريري ونصر الله لم يؤكدا على نتائج محادثاتهما واكتفى بيانهما المشترك على الاشارة فقط إلى انهما "اتفقا على مواصلة المشاورات ومواصلة الحوار والتعاون بين مختلف التيارات والأقطاب السياسية في البلاد". ومن المنتظر أن ينهي اليوم الرئيس اللبناني ميشال سليمان مشاوراته الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة والتي من المتوقع أن يترأسها سعد الحريري الذي حاز فريقه المعروف باسم تحالف قوى "14 آذار" على الأغلبية في البرلمان الجديد عقب الانتخابات التشريعية في السابع جوان الجاري. وكان الرئيس سليمان قد استقبل أول أمس رئيس مجلس النواب المنتخب نبيه بري وأعضاء المكتب حيث تم بحث الاستحقاقات المقبلة المتعلقة بالحكومة الجديدة. واعتبر في تصريح صحفي أن "أجواء الانفراج السياسي التي تعرفها البلاد يعكس "تعطش المواطن إلى الهدوء والاستقرار بعدما أنهكته الخلافات السياسية والأزمات المتعاقبة". ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة بعد إعادة انتخاب نبيه بري رئيس حركة أمل والمحسوب على المعارضة رئيسا للبرلمان للمرة الخامسة على التوالي بعدما حصل على 90 صوتا من أصل 127 المشاركة. واعتبر محللون أن إعادة الثقة في رئيس حركة أمل لتولي رئاسة البرلمان بمثابة رسالة سياسية معبرة عن مرحلة التعاون المرتقبة بين مختلف الأقطاب السياسية في البلاد بعد احتواء الأزمة التي عصفت بلبنان لقرابة العامين وكادت ترمي بهذا البلد مجددا في متاهة الحرب الأهلية. ودعا نبيه بري إلى ضرورة تسهيل تشكيل حكومة وحدة وطنية منبثقة عن المجلس النيابي الجديد الذي استهل أولى جلساته أول أمس بانتخابه رئيسا لولاية جديدة من أربع سنوات. كما دعا نواب المجلس إلى ضرورة الاهتمام باستكمال مسألة تحرير الأجزاء التي ما زالت تحتلها إسرائيل في جنوب لبنان والعمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية البرية والجوية والبحرية. يذكر أن بري كان المرشح الوحيد لرئاسة المجلس وبانتخابه يكون أول رئيس لمجلس النواب في لبنان قضى كل هذه المدة في هذا المنصب الذي شغله منذ سنة 1992.