أكد حزب الله أن قوى المعارضة بلبنان ستواصل رغم إقرارها بخسارة الانتخابات النيابية أمام قوى 14 آذار التزامها بما وصفه المشروع الإصلاحي الذي آمنت به لبناء مستقبل لبنان في وقت عبرت فيه الولاياتالمتحدة عن أملها بأن تسعى الحكومة الجديدة لبناء لبنان مستقل ومستقر. وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب إن زعماء المعارضة سيجتمعون قريبا للتشاور بشأن موقف مشترك بشأن تسمية رئيس جديد للوزراء وتشكيل حكومة جديدة. وأضاف أن الأكثرية النيابية لا تعني بالضرورة التمتع بأكثرية شعبية، قائلا إن قياس الأخيرة يترك لمراكز الدراسات مؤكدا في الوقت نفسه أن المعارضة تقبل بنتائج الانتخابات البرلمانية "بغض النظر عما شهدته من تدخلات خارجية وإنفاق مالي وتحريض طائفي". وهنأ نصر الله جميع الفائزين في الانتخابات من الموالاة والمعارضة، وأكد أن انتهاء العملية الانتخابية بنجاح أثبت أن سلاح حزب الله لم يستخدم كما روج البعض لفرض وقائع سياسية معينة. وأظهرت النتائج الرسمية التي أعلنها وزير الداخلية زياد بارود أن فريق 14 آذار حصل على 71 مقعدا في البرلمان المؤلف من 128 عضوا مقابل 57 لتحالف المعارضة. وكان نبيه بري الذي يتزعم حركة أمل المعارضة أعلن في بيان قبوله بالنتائج وكذا فعل النائب ميشال عون. وقال بري في بيان إنه "يقبل نتائج التصويت كاملة"، وأضاف أن "لبنان قوي اليوم بديمقراطيته ومقاومته". من جهته طالب وزير الأشغال العامة والنقل في لبنان غازي العريضي الذي ينتمي لقوى 14 آذار، في حديث للجزيرة، جميع القوى السياسية اللبنانية بالعودة للغة الحوار والابتعاد عما أسماه المكايدة والمعاندة التي قال إنها ضيعت الكثير من الفرص في الماضي على لبنان للخروج من أزمته وانقساماته الداخلية. وفي خضم ذلك جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما دعم بلاده ل"لبنان مستقل ذي سيادة وملتزم بالسلام بما في ذلك التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". وقال أوباما في بيان "نأمل بصدق أن تواصل الحكومة الجديدة نهج بناء لبنان ذي سيادة ومستقل ومستقر". وفي سياق متصل نقلت رويترز عن مايكل ويليامز منسق الأممالمتحدة الخاص في لبنان قوله إن تشكيل حكومة جديدة سيستغرق وقتا "كما حدث في الخبرات اللبنانية السابقة". من جهته قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، الذي شارك مركزه في مراقبة تلك الانتخابات، في مؤتمر صحفي إن النتائج كانت "دقيقة على نحو مرض بوصفها تمثيلا لرغبة الشعب ولا بد أن تكون هناك مخالفات على الدوام". أما بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي فخلصت في بيان إلى أن عملية الاقتراع جرت "في بيئة استقطاب ولكن سلمي بوجه عام مع تحسن الإطار القانوني الذي يحتاج لمزيد من الإصلاحات".