صادق المؤتمر الثاني لاتحاد الزوايا بالإجماع على مقترح القانون الأساسي لطلبة الزوايا والذي سيرفع قريبا إلى الرئيس بوتفليقة الذي يكون قد أعطى الضوء الأخضر لقيادة الإتحاد من أجل إعداده، إلى ذلك جدد الدكتور محمود شعلال بعد تزكيته لعهدة جديدة على رأس الإتحاد الوطني للزوايا مساندة الزوايا للرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة، ومن جهته أكد وزير التضامن الوطني في كلمة ألقاها أمام المؤتمرين استعداد الحكومة لتقديم الدعم لتستعيد الزوايا دورها التوعوي والديني في المجتمع مشددا على لم شمل جميع الزوايا تحت راية واحدة. اختتمت أمس أشغال المؤتمر الثاني للاتحاد الوطني للزوايا بحضور وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس كممثل للحكومة بتزكية الدكتور محمود شعلال بالإجماع من قبل المؤتمرين لتولي شؤون الاتحاد لعهدة جديدة، وانتخاب أعضاء المجلس الوطني الذي جرى توسيعه إلى أكثر من 120 عضوا بدلا من 69 عضوا مؤسسا كما كان في الماضي، في حين ارتأى مكتب المؤتمر تأجيل تعيين أعضاء المكتب الوطني إلى الأيام المقبلة والذي أصبح عدد أعضائه 21 بدلا من 19، ولعل أهم إنجازات المؤتمر من وجهة نظر المشايخ الذين يمثلون مختلف الطرق الصوفية هو المصادقة على مقترح مشروع قانون خاص بطلبة الزوايا الذي سيرفع إلى رئيس الجمهورية قبل أيام، وأكدت مصادر من قيادة الاتحاد أن الرئيس بوتفليقة سبق وأن أبدى استعدادا للتكفل بالمقترح كي يرى النور في شكل أمرية رئاسية للتكفل بالطلبة على مستوى الزوايا، باعتبار أن هذه الأخيرة ليست لها مداخيل مالية، حيث يتضمن المشروع الذي أشرف على إعداده مجموعة من الخبراء والمختصين في لجنة ترأسها وزير العدل الأسبق تقية محمد مقترحات حول توفير منحة للطلبة وتأمين صحي على غرار ما توفره الحكومة لبقية الطلبة في المعاهد والجامعات. وقد رافع رئيس الإتحاد الوطني للزوايا محمود شعلال بعد تزكيته لعهدة جديدة من أجل مصالحة شاملة لحقن دماء الجزائريين مجددا الدعم والتأييد لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالقول "إن الزوايا معك حتى نرى ثمار بذرة الصلح والمصالحة". أما وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس الذي تكفلت وزارته بتغطية مصاريف المؤتمر الثاني للاتحاد الوطني للزوايا المنعقد يومي السبت والأحد بفندق الأزرق الكبير بولاية تيبازة، فقد أكد استعداد الحكومة وبتوجيهات مباشرة من الرئيس بوتفليقة لتقديم الدعم الضروري للزوايا حتى تتمكن من التكفل بالشباب من خلال تعليمه أصول الدين المعتدل وإعداد برنامج خاص على مستوى الزوايا لتوعية الشباب في إطار حملة شاملة للتصدي للآفات الاجتماعية مثل المخدرات والهجرة غير الشرعية ومواجهة تحديات العولمة وكذا في التصدي للهجمات التي تستهدف الإسلام والمسلمين، قائلا "لقد كان للزوايا دور أساسي في الحقبة الاستعمارية في الحفاظ على الهوية الوطنية وهي مطالبة اليوم باستعادة هذا الدور التحسيسي والتثقيفي والديني" مشددا في المقابل على ضرورة العمل على توحيد صفوف الزوايا تحت لواء هذا الإتحاد الذي ظهر سنة 2003، بعيدا عن صراع الزعامات، وذهب الوزير إلى القول "نتمنى وقبل نهاية السنة الجارية أن تنضوي جميع الزوايا على المستوى الوطني من الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب تحت لواء الإتحاد الوطني للزوايا الجزائرية" في إشارة واضحة إلى أن الحكومة تريد التعامل مع هذا التنظيم الذي يترأسه شرفيا الرئيس الأسبق أحمد بن بلة كبديل عن الجمعية الوطنية للزوايا بسبب الصراعات التي تحيط بهذه الأخيرة بين جناحي قدور قوعيش المستشار الأسبق في رئاسة الجمهورية من جهة وجناح بدر الدين شريط في الجهة المقابلة. ومن بين توصيات المؤتمر إنشاء مكاتب فرعية للإتحاد عبر الولايات مع الاهتمام بالجوانب الثقافية والتربوية ومشاكل الشباب وبشكل خاص ما أصبح يعرف بظاهرة "الحراقة" وإثناء الشباب عن اللجوء إلى العنف والإرهاب. كما تضمنت التوصيات إعداد بطاقة فنية عن كل زاوية في أقراص مضغوطة تشمل تاريخ الزاوية ومسارها النضالي، مع إنشاء موقع للإتحاد على شبكة الأنترنيت إلى جانب العناية بالتراث الصوفي وعرضه في الملتقيات والمنتديات التي ينظمها الإتحاد.