كشف جمال ولد عباس، وزير التضامن الوطني، الأحد، خلال إشرافه على اختتام مؤتمر الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية بتيبازة، عن موقفه من الاتحاد، حيث أبدى أمله في أن "تدخل جميع الزوايا تحت لواء الاتحاد ليصبح هيكلا جامعا للشمل"، رابطا ذلك بتعهده في عدم بخله بالدعم المادي لهذه الزوايا شريطة توحيد الصفوف، ما اعتبره البعض رضى السلطة عن الاتحاد. ولم يفوت الدكتور ولد عباس الفرصة ليدعو الزوايا للعمل على رفع الغبن عن الفئات الهشة، مطالبا شيوخ الزوايا بالانتقال من دعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لعهدة ثالثة "إلى رابعة وخامسة لفخامة الرئيس".وقد زكى المؤتمرون الرئيس محمود شعلال لعهدة ثانية، كما تبنى المؤتمرون مشروع القانون الأساسي لطلبة القرآن بالزوايا، وتم توسيع المجلس الوطني إلى 192 عضو بعد أن كان يضم 69 مؤسسا، وهي الحيلولة التي لجأ إليها الرئيس شعلال لتجاوز معارضة المؤسسين.وفي ذات السياق، تلقت "الشروق اليومي" عريضة من توقيع الأمين العام مختار فيلالي و46 شخصا أعضاء المجلس الوطني التأسيسي للاتحاد، يطعنون من خلالها، في شرعية المؤتمر الوطني وأكدوا تمسكهم بتاريخ المؤتمر المقرر مطلع جويلية القادم، من طرف آخر دورة استثنائية. وأكد مختار فيلالي الأمين العام لاتحاد الزوايا، عدم شرعية المؤتمر، بحكم أن الرئيس اتخذ القرار بصفة انفرادية "لم يتعامل لا مع المكتب الوطني ولا المجلس الوطني"، وعليه أضاف أن أعضاء المجلس الوطني وبأغلبيته، يتمسكون بقرارات اجتماعي شهر مارس الماضي، في دورة عادية بالعاصمة وأخرى استثنائية بتيزي وزو، وطالب بتدخل السلطات الرسمية "لحماية الاتحاد من التشتت بسبب السلوكات الشاذة والممارسات الانفرادية التي يسلكها رئيس الاتحاد". وكانت مصالح ولاية تيبازة قد وافقت أول أمس، على عقد المؤتمر الوطني لاتحاد الزوايا بعد اتصالات ماراطونية، قام بها كل من رئيس الاتحاد ومديرة التضامن بالولاية، حيث أن وزارة التضامن كانت قد أخذت على عاتقها تمويل المؤتمر، وقد فرضت ضغوطات على المشرفين على اللقاء لمنع الاجتماع دامت عدة ساعات، منذ صبيحة أمس، لغاية الثالثة زوالا.وأفادت مصادر مطلعة أن وزير التضامن الوطني تدخل من أجل منح الترخيص للمؤتمر من قبل سلطات ولاية تيبازة، التي وافقت لغاية الساعة الثالثة مساء، بعدما كان طلب الترخيص أودع منذ 15 يوما لعقد المؤتمر صباح الأحد. الرئيس شعلال الذي رفض التعليق على منعه من عقد المؤتمر في الساعات الأولى، اكتفى بوصف تلك المساعي مع السلطات الولائية لتيبازة ب "المعركة". وكان مدير فندق الأزرق الكبير بتيبازة قد ثارت حفيظته مساء أول أمس، وبلغ به الغضب لحد منع رئيس الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية عن التحدث خلال تواجده بالفندق بغرض عقد جمعية عامة "مؤتمر" الاتحاد.يشار إلى أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية قررت تعليق نشاطات تنظيمات الزوايا التي تسللت إليها صراعات خفية ظهرت للعلن، من خلال بروز اتهامات بين الأعضاء والقياديين تخص أساسا التسيير وعدم احترام القانون الأساسي القاضي بعرض التقارير المالية والأدبية لتبين وضعية كل تنظيم، حسب ما أفادت به مصادر موثوقة.وقال نور الدين شريط من زواية تيزي وزو وعضو المكتب الوطني للجمعية الوطنية للزوايا في تصريح ل "الشروق اليومي"، إن موقف الداخلية "مشرف"، مضيفا أن "مصالح زرهوني تطبق القانون على الجميع"، واعتبر أن ذات الموقف يجعل الزوايا في منأى عن الصراعات بحكم مكانتها لدى السلطات العمومية.