أرجأ البرلمان العراقي انتخاب رئيس جديد له إلى ما بعد انتخابات مجالس المحافظات في31 جانفي الجاري. جاء الإعلان عن التأجيل بعد كثير من الجدل بين الأطراف السياسية المختلفة حول من يجب ترشيحه للمنصب، وفي ضوء ذلك سيجري التصويت على اختيار رئيس البرلمان الجديد في الرابع من فيفري المقبل على الأرجح. وكان رئيس مجلس النواب محمود المشهداني قد استقال من منصبه في 23 ديسمبر الماضي إثر خلافات مع الأعضاء بشأن التصويت على قرار تمديد بقاء القوات البريطانية وقوات أجنبية أخرى في العراق حتى نهاية جويلية المقبل، وتفاقمت الخلافات بعد أن وصف المشهداني المجلس بأنه أسوأ برلمان في العالم، وذلك خلال جلسة ساخنة رفض خلالها طلب الأعضاء إجراء نقاش حول حادث الصحفي منتظر الزيدى الذي ألقى بحذائه على الرئيس جورج بوش. ولم يتمكن السنة في البرلمان من الاتفاق على ترشيح خليفة له، وأرجع المراقبون ذلك إلى الخلافات الشديدة داخل جبهة الحوار الوطني أكبر كتلة للعرب السنة في مجلس النواب العراقي يشار إلى أن الجبهة تضم الحزب الإسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي ومجلس الحوار الوطني برئاسة خلف العليان، ومؤتمر أهل العراق بزعامة عدنان الدليمي. وكانت الجبهة قد رشحت لرئاسة مجلس النواب إياد السامرائي رئيس الكتلة البرلمانية للجبهة وأحد قياديي الحزب الإسلامي وذلك في أول جلسة للبرلمان في الحادي عشر من الشهر الجاري عقب عطلة الشتاء، ولكن أحزابا سنية أخرى رفضت هذا الترشيح مما أدى لصراعات في داخل الجبهة عرقلت الاتفاق على مرشح بعينه، وينتمي المشهداني إلى الحزب الإسلامي العراقي ولكنه دخل في خلافات شديدة مؤخرا مع عدد من قيادات الحزب. ويقول مراقبون أن استقالة المشهداني عززت الانقسامات داخل جبهة الحوار.