قرر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز تكليف زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة، وسيواجه نتنياهو مهمة صعبة في تشكيل الحكومة بعد استبعاد زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني الانضمام إلى حكومة ائتلافية برئاسته، وتفضيلها الانضمام إلى المعارضة حسب ما صرحت به أول أمس. وحسب بيان صدر من مكتب الرئاسة الإسرائيلية إن نتنياهو -الذي سبق أن تولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية في الفترة من 1996 إلى 1999- فإن نتنياهو يكون قد اجتمع مساء أمس مع بيريز لاستلام الدعوة الرسمية بتشكيل الحكومة، وسيكون أمامه عندئد ستة أسابيع لتشكيلها. وكان بيريز اجتمع صباح أمس بشكل منفصل مع كل من نتنياهو وليفني في محاولة لإقناعهما بتشكيل حكومة وحدة، خاصة بعد أن أعلنت ليفني أول أمس أنها تفضل الانضمام إلى المعارضة على الدخول في حكومة ائتلافية مع حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا. وجاء اختيار نتنياهو موافقاً لكافة التوقعات التي رأت أنه الأقدر على تشكيل الحكومة بعد أن حظي بدعم مهم من رئيس حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان منحه أغلبية برلمانية في الكنيست الإسرائيلي بلغت 65 مقعداً من أصل 120. وكان حزب كاديما تصدر انتخابات الكنيست الأخيرة بحصوله على 28 مقعداً بفارق مقعد واحد عن حزب الليكود، إلا أن انضمام أحزاب اليمين إليه منحه الأغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة المقبلة. والسؤال المطروح حالياً هو هل سيقوم نتنياهو بتشكيل حكومة ضيقة من اليمين أم سيضم ليفني -التي تنتمي إلى تيار الوسط- إلى تحالف أوسع؟ مما يوفر استقرارا أكبر ويساعد إسرائيل على تجنب التصادم مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومعظم دول العالم. إلا أنه مع رفض كاديما وحزب العمل -الذي يتزعمه إيهود باراك- الانضمام إلى حكومة بقيادة نتنياهو، فإن الخيارات أمامه ستكون محدودة بتشكيل تحالف من الأحزاب القومية والدينية التي تعارض عملية السلام مع الفلسطينيين والدول العربية المجاورة لإسرائيل. وقالت ليفني في رسالة بعثتها إلى نحو ثمانين ألف عضو من كاديما "أمس وضعت أسس حكومة من الجناح اليميني المتطرف بقيادة نتنياهو"، وأضافت "هذا ليس طريقنا، ولا مكان لنا بمثل هذه الحكومة، يجب أن نكون بديلاً للأمل ونتجه نحو المعارضة". وإذا أصرت ليفني على موقفها برفض الدخول بأي حكومة يشكلها نتنياهو، فإن مصداقية الأخير ستتأثر على وجه التأكيد مع الولاياتالمتحدة وأوروبا، وستصبح قبضته على السلطة محل تساؤل بوجود تحالف يميني ضيق يمكن أن يفشل أي محاولة للسلام.