لم أملك نفسي من شدة التأثر وأنا أطالع محتوى دراسة حديثة نشرت بدورية الكلية الأمريكية لأمراض القلب ونقلتها الوكالات.. الدراسة تقول إن الغضب وغيره من المشاعر الحادة يحدث اضطرابا قاتلا للقلب لدى الأشخاص مرهفي الإحساس.. يقينا فإن حالات الضغط الشديد تؤثر على الإنسان عموما لكن المرهفين تزيد عندهم احتمالات الموت المفاجئ جرّاء الصدمة.. الغضب ليس مفيدا للصحة والدراسة لم تضف جديدا إلاّ من زاوية أن المتضررين أكثر هم ذوي النفوس الرقيقة والأحاسيس الرهيفة الشفيفة.. من المفيد أن نذكّر الناس حتى لا يغضبوا ولكن أيضا من الواجب أن ننبّه إلى أن عدم التأثر لواقع أو موقف معناه موات القلب والضمير.. فأيها ينفع الموت البيولوجي لقلوب الأفراد أم موتهم الأخلاقي والروحي؟ ثم أليس من المفارقة أنّ الغضب يقتل ذوي ألأحاسيس المرهفة والمشاعر العطرة؟ ما ذنب هؤلاء إذا دفعوا ثمن حسّهم المرهف وعدم قدرتهم على تحمّل نفاق الواقع وخبث أهله؟ المعنى الخطير الذي تحيل إليه الدراسة هو عليكم أن تتبلّدوا و تتكلّس أنفسكم يا ناس حتى تعيشوا مرتاحين من الضغط ومرض السكري والسكتة القلبية.. عليكم أن تموتوا قبل موتكم المحتّم ألف مرّة، لا بل عليكم أن تضحكوا من مشكلاتهم وتطبّلوا لهمومكم وأن ترقصوا للواقع البائس و"العوج" الحاصل في مجتمعكم.. عليكم أن تفعلوا ذلك حتى لا يهتف عليكم الموت المفاجئ الموجع للقلب الخانق لنبضاته.. خلاصة الخلاصة أيها السادة هو أن تضحكوا حتى ولو كان الضحك يميت القلوب فذاك أهون من الغضب وكل أشكال الرفض والمقاومة التي قد تغيّر الواقع وتبدّله.. من يسعفنا حينما يجرّح الأرباب مشاعرنا ويقهرون إنسانيتنا؟